مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم موقفك جيدًا.
أتفهم "غضبك" ونقمتك على نعمة الأنوثة، وأتفهم تمامًا، كيف يمكن لتعاملات إجتماعية، وتصورات، وعلاقات، أن تهدم وتشوه الجميل فينا.
عندما نتعرض هكذا للخذلان، نصاب بالصدمة، ونبقى في أماكننا محترقين، بادية علينا آثار تشوهات الحروق النفسية.
لا نحب ذواتنا، ولا نثق فيها، ومن ثم لا نحب الآخرين ولا نثق فيهم، باختصار، نفقد أنفسنا والآخرين.
والحل يا عزيزتي أيضًا لا يكون بالانعزال، ورفض ذواتنا، والاعتقاد أن الذات الأخرى الذكورية هي الأفضل، فهذه مجرد تصورات، ردات فعل، لا أكثر، لكنها ليست الحقيقة.
الحل أن نبقي حقيقيين، محبين لذواتنا، ندعمها ونساعدها على التحمل، والنظر للآخرين في مواقعهم، وتقبل ضعفهم، وعدم قدرتهم على الاشباع لكل احتياجاتنا النفسية، فلو تفهمنا هذا لن نجلس منتظرين الاشباع، ومن ثم النقمة، والرفض عندما لا يحدث كما كنا نريد أو نأمل أو نتوقع.
"القبول" هو الحل يا عزيزتي.
القبول لحقيقة ضعف الآخرين، ومحدودية قدراتهم، وعطاءاتهم، والقبول لحقيقة كوننا إناث، وإدراك أنها "نعمة" لا "نقمة"، لابد أن نمتنّها فينا كصفات وسمات كلما استطعنا، ونمتن لها أيضًا، ونشكر الله عليها.
وأخيرًا، ربما تحتاجين لطلب مساعدة نفسية متخصصة لما أصابك من اكتئاب يا عزيزتي، فلا تترددي في هذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.