بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 03 مارس 2024 - 05:09 ص
لا ينبغي أن يظن أحد أن البكاء من خشية الله هو سمت الأنبياء والمرسلين فقط لكنه دأب الصالحين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
فضل البكاء من خشية الله: والعاقل من تبصر بغيره واعتبر لما يجده فى نفسه من قسوة القلب وجمود العين، فأصحاب القلوب اللينة والعيون الدامعة من خشية الله تعالى يحبهم الله تعالى.
ويرتبط الخشوع من خشية الله تعالى بقلب المسلم ولا تحده عبادة بعينها لكنه متى تفكر فى حاله وتبصر ما قد يكون مآله ربما سبقته عينه، ويكثر كذلك أن يكون فى الصلاة أو أثناء قراءة القرآن كما يكون فى أثناء تبصر الموت وأحوال الآخرة .
وللبكاء من خشية الله تعالى فضل كبير فهو يكفر الذنوب ويكون سببا فى رفع الدرجات ونقاء القلوب، فهو من فضائل الأعمال، وموجبات تكفير الذنوب، ومن السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: ورجل ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه.
فإن وجد المسلم عينه خاشعة فليحمد الله على ما مَنّ به عليك من ذلك فقد حرم من آخرون.
كيف أبكي من خشية الله؟
وبكاء العين إن لم يوجد طبيعة فإنه يستجاب بالتفكير والتقدير ولهذا فى الحديث اقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا. ولمن يريد أن يستدعى خشوع القلب وبكاء العين، توجهه اللجنة العلمية بإسلام ويب بعدة نصائح منها: -التفكر في أسماء الرب وصفاته، -الفكرة في شدة غضبه، وأليم عقابه الذي أعدّه للمخالفين العصاة من عباده؛ فإن ذكر النار وأهوالها، يليّن القلوب القاسية. -ذكر الموت، واتبع الجنائز، واشهد المحتضرين؛ فإن ذلك من أعظم أسباب رقّة القلب ولينه.
-وتفكّر في تقصيرك، وتفريطك في جنب ربك تعالى؛ فإن ذلك يكسبك حياء منه سبحانه، وبكاء من خشيته.
وعلى كل حال؛ فالنفس لها إقبال وإدبار، وقد يحصل لها الخشوع مرة عند تدبر آية ما، ثم لا يحصل في مرة أخرى، وهذا أمر عادي، لا يوجب قلقًا، ولا اضطرابًا، لكن عليك أن تستغل فترات إقبال نفسك وتهيؤها للخير في مزيد من طاعة الله جل اسمه، والفعل لمراضيه، وأن تكون فترات إدبار نفسك، وفتور همّتك غير مخرِجة لك من واجب، ولا مدخِلة لك في حرام.