أخبار

هل يجوز صيام النذر والقضاء في شوال؟

انتبه.. هذه العادة أثناء الأكل تدمر ذاكرتك

شاهد.. عمرو خالد: "طبت حيًا وميتًا يا رسول الله".. أصعب اللحظات وأهم وصايا النبي قبل وفاته

6 خطوات لتفادي أعراض الحساسية الموسمية والحصول على نوم جيد

في العيد.. هل صالحت من خاصمته؟

ازاي أحافظ علي الصلاة دون إنقطاع بعد رمضان؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب

تعرف على أفضل طريقة لصيام ست شوال.. ولماذا صيامها يعدل صيام السنة؟

من عادات الناس في شوال "عيد الأبرار" فما قصته؟

اسأل الله في رمضان.. وانتظر الإجابة في شوال

لماذا سميت الست من شوال بالأيام البيض؟

وصية ذهبية للنبي تريح قلبك في الدنيا وتدخلك الجنة في الآخرة

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 22 مايو 2024 - 06:45 ص

لا تتوقف وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لتحصيل السعادة في الدنيا والأخرة، وقد نهل من علمه لتحقيق هذه الغاية الكثير من الصحابة الذين كانوا يسألونه عن كل ما يبعدهم عن النار ويقربهم من الجنة، ومن بين هؤلاء معاذ بن جبل، الذي كانوا له حظ وافر في أن يتعلم من النبي كل ما ينفع البشر.

ومن أفضل ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم ما ورد عن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْت عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟؛ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ)[السجدة: 17]"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟", قُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!, قَالَ: "رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟", فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!, فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: "كُفَّ عَلَيْك هَذَا", قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! فَقَالَ: "ثَكِلَتْك أُمُّك؛ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟".

أبواب الخير

كلمات ونصائح ذهبية أشبه بالملخص الذي يلخصه الطالب في الامتحان قبل الاستعداد للدخول أمام ورقة الأسئلة، بالرغم من فارق التشبيه الفقير الذي ذكرناه، وبين ما صنعه النبي صلى الله عليه وسلم، فليس هناك أعظم ولا أوجز من هذه الكلمات الذهبية التي تسهل وتيسر على الغنسان كل عظيم لمن شاء الله له التيسير.

يَقولُ مُعاذُ بنُ جبلٍ رضِيَ اللهُ عَنه: "كنتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في سفَرٍ"، وفي رِوايةٍ ذكَر أنَّ ذلك كان في غَزوَةِ تَبوكَ، قال: "فأصبَحتُ يومًا قريبًا منه"، أي: مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ونَحنُ نَسيرُ"، أي: في تِلك الغزوةِ، وفي الرِّوايةِ الأخرى: "وقد أصابَنا الحَرُّ، فتَفرَّق القومُ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أقرَبُهم منِّي، فدَنَوتُ منه"، فقلتُ: "يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني بعَملٍ"، أي: إذا عَمِلتُه، "يُدخِلُني الجنَّةَ ويُباعِدُني مِن النَّارِ"، أي: يَكونُ سَببًا لِدُخولي الجنَّةَ، ونَجاتي مِن النَّارِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لقَد سألتَني عن عَظيمٍ"، أي: عَظيمٍ فِعلُه على النُّفوسِ، أو سأَلتَني عن شَيءٍ عَظيمٍ؛ لأنَّ دُخولَ الجنَّةِ والبُعدَ عَن النَّارِ يتَطلَّبُ فِعلَ كلِّ عمَلٍ مأمورٍ بفِعْلِه واجتِنابَ كلِّ عمَلٍ مَنهيٍّ عن فِعلِه، "وإنَّه ليَسيرٌ على مَن يسَّره اللهُ عليه"، أي: ومع عِظَمِ هذا العمَلِ إلَّا أنَّه سَهلٌ وهيِّنٌ على مَن أعانه اللهُ عليه.

يشرح النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لمعاذ سر العمل الخالص الذي يدخله الجنة، ورأسه التوحيد، "تَعبُدُ اللهَ ولا تُشرِكُ به شَيئًا"، وهو التَّوحيدُ للهِ عزَّ وجلَّ ونفْيُ الشَّريكِ، "وتُقيمُ الصَّلاةَ"، أي: المفروضة في أوقاتِها وهي خمس صَلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ، "وتُؤتي الزَّكاةَ"، "وتَصومُ رمَضانَ"، "وتَحُجُّ البيتَ"،ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لمعاذٍ: "ألَا أدُلُّك"، أي: أُرشِدُك، "على أبوابِ الخيرِ"، أي: طُرُقِ الخَيرِ ومَفاتيحِه الموصلةِ له.

اقرأ أيضا:

في العيد.. هل صالحت من خاصمته؟

والمرادُ بالخيرِ: هو النَّجاحُ في الدُّنيا والنَّعيمُ في الآخِرةِ.

وأبواب الخير هي:

1/ "الصَّومُ جُنَّةٌ"، أي: سِترٌ وحِفظٌ لصاحبِه مِن الشَّهواتِ في الدُّنيا، ومِن النَّارِ في الآخِرةِ، والمرادُ به هنا: صيامُ التَّطوُّع؛ لأنَّه ذكَر صومَ رمَضانَ قبل ذلك في الأعمالِ الَّتي تُوجِبُ دُخولَ الجنَّةِ والمباعَدةَ عن النَّارِ.

 2/"الصَّدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ"، أي: تَذهَبُ بها وتَمحو أثَرَها المترتِّبَ عليها، "كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ"، والمرادُ بها أيضًا هنا صَدقةُ التطوُّعِ؛ لأنَّ زكاةَ الفَرْضِ سبَقَ ذِكرُها؛ فقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في أوَّلِ الحديثِ أركانَ الإسلامِ، ثمَّ عاد إلى مَعانٍ مُستَقاةٍ مِنها مرَّةً أخرى، ولكن بوجهٍ بيَّن فيه النَّوافِلَ الَّتي هي مِن أبوابِ الخيرِ الواسعةِ، فبَيَّن ما يُدْخِلُ المرءَ الجنَّةَ مِن الأمورِ والأفعالِ الَّتي هي مِن جنْسِ أركانِ الإسلامِ، ثمَّ بيَّن ما هو مِن ثِمارِها ويَظهَرُ فيه آثارُها، ففي أوَّلِ الحديثِ وضَع أُصولَ وقَواعِدَ ما يُقرِّبُ إلى اللهِ ويُدخِلُ الجنَّةَ مِن الفَرائضِ وسَمَّاه زَكاةً، وهنا عِندَ أبوابِ الخيرِ ذكَر الصَّدَقةَ؛ لِيُؤكِّدَ أنَّها مِن النَّوافِلِ وليسَتْ مِن الفرائضِ.

3/"صلاةُ الرَّجُلِ مِن جَوفِ اللَّيلِ"، أي: قِيامُ اللَّيلَ، وهو عامٌّ للرُّجلِ والمرأةِ، ولكن ذَكَر الرجُلَ فقطْ تَغليبًا، قال مُعاذٌ: "ثمَّ تَلا"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولَه تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16- 17]، أي: يُبيِّن له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذِكْرَ اللهِ تعالى لِمَن يَقومُ اللَّيلَ في القرآنِ، وما أَعَدَّ لهم مِن أجرٍ، وما تقَرُّ به أعينُهم يومَ القيامةِ وفي الجنَّةِ مِن نعيمٍ.

4/ "ألَا أُخبِرُكَ برأسِ الأمرِ كُلِّه وذِرْوَةِ سَنامِه؟"، والسَّنامُ: ما ارتَفَع مِن ظَهرِ الجمَلِ، والمرادُ: أعْلى ما فيه وأرفَعُه؟ قال معاذٌ رضِيَ اللهُ عَنه: "بلى، يا رسولَ اللهِ"، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "رأسُ الأمرِ: الإسلامُ"، أي: الشَّهادَتانِ، وبِهما يُصبِحُ للإنسانِ أصلٌ في الدِّينِ، وفي ذلك إشارةٌ إلى أنَّ الإسلامَ مِن سائرِ الأعمالِ بمَنزِلةِ الرَّأسِ مِن الجسَدِ في احتِياجِه إليه وعدَمِ بَقائِه دونَه، "وعَمودُه: الصَّلاةُ"، أي: وبالمُحافَظةِ على الصَّلاةِ يَقْوى دِينُه ويَشتَدُّ، وتَظهَرُ آثارُ الالْتِزامِ بالدِّينِ عليه، "وذِرْوَةُ سَنامِه: الجهادُ"، أي: فإذا جاهَد كانت الرِّفْعةُ له ولدِينِه؛ فمَن لم يُقِرَّ بكَلِمَتيِ الشَّهادةِ لم يَكُنْ له مِن الدِّينِ شيءٌ أصلًا، وإذا أقَرَّ بكَلِمَتَيِ الشَّهادةِ حصَل له أصلُ الدِّينِ، إلَّا أنَّه ليس له قوَّةٌ، كالبيتِ الذي ليس له عَمودٌ؛ فإذا صلَّى وداوَمَ على الصَّلاةِ قَوِيَ دينُه، ولكن لم يَكُنْ له رِفعةٌ وكَمالٌ، فإذا جاهَد حصَل لدينِه الرِّفعةُ.

ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لمعاذٍ: "ألا أُخبِرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه؟"، أي: ما يَكمُلُ به ويَتِمُّ، قال مُعاذٌ: "بلى، يا رسولَ اللهِ"، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فأخَذ بلِسانِه"، أي: أمسَك النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بلِسانِ نَفْسِه، ثمَّ قال: "كُفَّ عليك هذا"، أي: اترُكِ الكلامَ المحرَّمَ كالكلام الذي فيه شِركٌ باللهِ تعالى، والكَذِبِ، وشَهادةِ الزُّورِ، والقولِ على اللهِ بغيرِ عِلمٍ، والخوضِ في أعراضِ النَّاسِ، وغيرِ ذلك مِن الموبِقاتِ كالغِيبةِ والنميمةِ والفُحشِ مِن القولِ ونحو ذلِك، واتْرُكِ الكلامَ فيما لا يُفيدُ وفيما لا مَعنى له؛ فإذا تَكلَّمتَ فلا تَتكلَّمُ إلَّا بخير؛ كالأمْرِ بالصَّدقةِ والمعروفِ أو الإصلاحِ بينَ الناسِ ونحو ذلك؛ فإنْ لم يكُنْ في الكلامِ خيرٌ ففي الصَّمتِ السَّلامةِ.

قال معاذٌ: "يا نبيَّ اللهِ، وإنَّا لِمُؤاخَذون بما نتَكلَّمُ به؟!"، أي: مُحاسَبون ومُعاقَبون على الكلامِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ثَكِلَتك أمُّك يا مُعاذُ!"،  "وهل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجوهِهم- أو على مَناخِرِهم-"، أي: هل هناك شيءٌ يَجعَلُهم يُصرَعون على وُجوهِهم ويَسقُطون، "إلَّا حَصائدُ ألسِنَتِهم؟!"، أي: إلَّا بسبَبِ ما يَحصُدونه يومَ القيامةِ مِن كَثرةِ الكلامِ في الدُّنيا في غيرِ طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فاللِّسانَ أصلٌ لكلِّ ما يُدخِلُ الإنسانَ النَّارَ؛ ففيه تحذيرٌ شديدٌ من آفات اللِّسانِ.

اقرأ أيضا:

تعرف على أفضل طريقة لصيام ست شوال.. ولماذا صيامها يعدل صيام السنة؟

الكلمات المفتاحية

وصايا ذهبية للنبي أبواب الخير التي كشف عنها النبي أبواب النبي

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled لا تتوقف وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لتحصيل السعادة في الدنيا والأخرة، وقد نهل من علمه لتحقيق هذه الغاية الكثير من الصحابة الذين كانوا يسألونه عن ك