أخبار

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا فعلت بك ليلتك السوداء وبماذا نفع قرينها؟.. انظر وقارن واعرف الخير الحقيقي

"وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم".. للمؤمن حرمته فما بالك إن كان ذلك في حق رسول الله؟ (الشعراوي)

دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء

هل تشعر أنك مختل نفسيًا؟.. أسئلة بلا إجابات

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 - 11:45 ص


يشعر الكثير من الناس في الوقت الحالي مع حالة التيه النفسي التي نمر بها، بأنه ومن كثرة المعاصي أصبح مختلاً نفسيًا، فلا يدري هل مطعمه حلال وهل مشربه حلال، وهل ملبسه من حلال، وهل غذي من حلال، أم بنى كل ذلك على الحرام، ولماذا محقت البركة من حياته، ولماذا يبحث عن الاستقرار النفسي والهدوء ولم يجده، وما سر هذه الحالة المتوترة والمرتبكة التي يحيا فيها من قلة التوفيق في طلب الرزق وتربية الأبناء، وعدم توفيقهم في الدراسة، ومجابهة المشكلات في العمل، والتهديد بضياع المستقبل، وكراهية الجيران والأهل والأصدقاء، ولزوم الحقد والحسد في حياته، والتمرد على ما في يديه؟.

هل أصبحت مختلاً نفسيًا؟


فالإنسان يحتاج لكل ما يهيئ له الاستقرار والهدوء النفسي، وإلى طمأنينة القلب وسكينته، وهو يمر في هذه الحياة بمكدرات ومنغصات، وفتن ومحن، ومشاكل وخصومات، ومعوقات وكربات، فيلجأ إلى الوحدة والعزلة حتى عن أهل بيته.

فحينما تشعر أنك أصبحت مختل نفسيا، سارع بالبحث عن الاستقرار، فأكثر ما يجلب الخلل النفسي هو اللهو عن الهدوء بالعبث والهرولة وراء المعصية .

 ولهذا قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها لما قدمت المدينة: " أتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصَرَخَت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار"، فانظر كيف قالت حتى سكن بعض نفسي، لما أصابها من الانزعاج والقلق.

وأعظم الأسباب التي تجعل القلب يسكن ويطمئن، هو توحيد الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82].

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من أركان الإيمان وأسسه الإيمان بالقضاء والقدر، لما سأله جبريل عن الإيمان أجابه بقوله: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره".

لذلك حينما ينتابك الخوف والقلق، ويضيع الأمن من قلبك، ربما تكون أقدمت على أشياء محرمة تظن أن فيها نجاتك، مثل الإقدام على المشروبات المحرمة، أو المأكولات المحرمة، فهؤلاء هم الذين فقدوا الإيمان الصحيح، والإيمان بالقضاء والقدر.


كيف تجلب السكينة وتعيش في سلام نفسي؟


من أهم الأسباب التي تجلب السكينة والطمأنينة للقلب العلم النافع والعمل الصالح، فإن فيهما راحة الضمير وطمأنينة القلب وسكن النفس، لأن العلم النافع يرشد الإنسان إلى ما فيه خيره وسعادته في الدنيا والآخرة، ولأن العمل الصالح يجعل الإنسان يرتبط بربه ويناجيه ويدعوه إما دعاء عبادة أو دعاء مسألة، فأهل العلم الشرعي والعمل الصالح قريبون من الله عز وجل، والله سبحانه قريب منهم قرباً يليق بجلاله وعظمته جل في علاه.
 قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:من الآية56]. وقال سبحانه وتعالى:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69].
وقال سبحانه وتعالى:(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128].

فأصحاب العمل الصالح هم أصحاب السلام النفسي والاستقرار، لأن الله قريب منهم معهم بعلمه وتأييده ونصره وتوفيقه، وهم قريبون من الله ومن كان قريباً من الله والله عز وجل معه، فالقلب منه مطمئن، والضمير مرتاح، والنفس ساكنة، وأما أهل الجهل والعمل السيئ فهم بعيدون من الله وقد حرموا من القرب الخاص والمعية الخاصة من الله سبحانه وتعالى، فهم أهل الإساءة وليسوا أهل الإحسان، فلا جرم أن يصابوا بالقلق والخوف وعدم راحة الضمير وسكون النفس، وطمأنينة القلب.

وقد نبه ربنا عز وجل لهذه القضية، فقال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طـه:124]، وقال سبحانه وتعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: من الآية125].

ومن أهم الأسباب أيضاً التي تجلب طمأنينة القلب وراحة الضمير وسكون النفس والرضاء بالقضاء والقدر، ذكر الله عز وجل، في الليل والنهار في الصباح والمساء عند النوم وعند الاستيقاظ، عند الأكل وعند الشرب، عند قضاء الوَطَر عند ركوب الدابة، في الصلوات وسائر العبادات، فإن ذكر الله عز وجل من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب، وقد قال سبحانه وتعالى:(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

ولهذا كان أهل الغفلة والبعد عن ذكر الله هم أكثر الناس تعرضاً للمخاوف، وحرماناً من طمأنينة القلوب وراحة الضمائر وسكون النفوس.

ومن أعظم الأسباب أيضاً في طمأنينة القلب وراحة الضمير الزوجة الصالحة والصحبة الصالحة فإن بهما يحصل طمأنينة القلب وراحة الضمير وسكون النفس، لأن هذه الصحبة تذكر الإنسان بربه وبالدار الآخرة، وتذكره بما له من الأجر العظيم عند الله إذا هو صبر على الضراء وشكر على السراء.

كما أن أكل المال الطيب الحلال، له تأثيراً عظيماً في طمأنينة القلب وراحة الضمير و الواقع شاهد على ذلك، ليست المسألة كثرة مال، بل المسألة طيب هذا المال وكونه من حلال، والإيمان بالقضاء والقدر و العلم النافع والعمل الصالح.

الكلمات المفتاحية

كيف تجلب السكينة وتعيش في سلام نفسي؟ هل تشعر أنك مختل نفسيًا؟ روشتة لهدوء النفس والسكينة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يشعر الكثير من الناس في الوقت الحالي مع حالة التيه النفسي التي نمر بها، بأنه ومن كثرة المعاصي أصبح مختلاً نفسيًا، فلا يدري هل مطعمه حلال وهل مشربه حلا