مرحبًا بك يا عزيزي..
أسأل الله أن يبارك لك في عمرك وحياتك في أي مكان.
وسؤالك يا عزيزي، مهم، وشائك، فالرد متعلق بظروفك، إذ أن القرار شخصي للغاية، يتعلق بحالتك الاقتصادية والأصلح لك لمعاشك، وقدرتك على تحقيق التوازن بين أهلك ووطنك وبين مصدر رزقك في الغربة، وقدرتك أيَصا على انشاء علاقات صداقة، في الغربة وعدم الاكتفاء بالعمب بل العيش في ظل وضع اجتماعي وعلاقات اجتماعية صحية قدر المستطاع.
وعلى أية حال، فلكل شيء في هذه الحياة وجهان، مكاسب وخسائر، أضرار ومنافع.
وبالنسبة لسؤالك، فأهم أضرار الغربة، خاصة لو طالت، هي قلة فرص العمل المناسبة لأسباب عديدة قد تتعلق بالمرحلة العمرية التي أنت فيها، وعدم وجود علاقات في وطنك الأم تساعدك على الانغماس في عمل مناسب، وضعف الاترتباط بالعائلة والأسرة، وعدم استطاعة القيام بأدوار مهمة كرعاية وبر الوالدين المسنين، مثلًا، وأحيانًا يصاب الشخص المغترب بعلو وطغيان القيمة المادية للحياة لديه، وغياب الروح، ولو أنه لديك أسرة وأطفال معك في الغربة، فإنهم أيضصا بابتعادهم لفترة طويلة عن الوطن، يجدون صعوبة في التأقلم لدى العودة، ويواجهون تحديات وصعوبات أكثر مما لو قصرت فترة الغربة، كما أن الغربة في بعض الأحيان تكون "وهمًا" يبرر الادخار، فتزايد تكاليف المعيشة فيها وغلاء الأسعار، يجعل التواجد في الغربة من أجل تحقيق الثراء وهمًا حقيقيًا، وسراب.
الأمر في يديك، والقرار لك يا عزيزي، فقط أعد التفكير، وأعد حساباتك، واستخر الله، واتخذ قرارك الأنسب والأصلح، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.