مرحبًا بك يا عزيزتي..
هل فكرت في اتخاذ والدتك صديقة لك؟
أعلم أن السؤال صعب، وربما تقولين وماذا عنها ؟ وهل من الممكن أن أتخذ صديقة توبخني ولا تحترم رغباتي؟
ما أراه أن والدتك تعبر عن حبها مثل كثير من الأمهات بطريقة خاطئة، ولكنك أصبحت بالغة، على عتبات الرشد ويمكنك فعل الكثير.
بعض الأمهات لفرط حرصها على استقامة حياة أولادها تعنف، وتوبخ، وتنتقد، فيحدن عن الطريقة السوية للتربية، والتعامل، ويفسدن العلاقة مع أبنائهن من حيث لا يدرين ولا يقصدن.
بكاء والدتك، وظنها أنك لا تحبينها، دليل على ما أقول يا عزيزتي، لذا فالحل في حالتك يختلف بالطبع عن حل يقدم لشخصية لديها أم قاسية، غير مبالية، ولكن والدتك ليست هكذا.
جربي المبادرة أنت لتحسين علاقتك بها، فلا شيء يمنع، وأعتقد أنها عندما تجد منك تغييرًا ايجابيًا نحوها، ستتجاوب معك، وسيسعدها هذا الأمر، والصبر وعدم اليأس إن كان رد فعلها غير هذا، فلا بأس أن تشاركيها بعض اهتماماتها، وتجلسين للحوار معها حول شئونك، وشئونها، فهي بشر تحتاج إلى الصحبة، والحنية، والونس، ولا بأي من فتح مناقشة لموضوعات في الحياة، ومساعدتها في الأعمال المنزلية، والابتعاد ما أمكن عن التصرفات التي تدفعها للتوبيخ أو النقد، وهكذا.
أتفهم الصعوبة وأدرك تمامًا ما تحتاجينه لجهد وطاقة، ولكن هذا كله يهون بالنظر لمستقبل نتائجه على العلاقة، التي بتحسنها ستكسبين أنت كثيرًا، في الدنيا، والآخرة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.