يروى أن بلال بن رباح رضي الله عنه، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم. فأقرت في تأذين الفجر فثبت الأمر على ذلك، فلماذا قال بلال ذلك، وكيف تكون الصلاة أفضل من النوم؟.
والإجابة ببساطة، لأن النوم إرادة بشرية والصلاة إرادة إلهية، والنوم موت والصلاة حياة، ولأن النوم يشترك فيه كل الناس، لكن الصلاة لا يقوم لها إلا الموفقون من المؤمنين، ولأن صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى ، والقيام لها مقدم على القيام لغيرها، ولأنها تعدل قيام نصف الليل، ولأن قرآن الفجر كان مشهوداً إذ تشهده ملائكة الرحمن، تأكيدًا لقوله تعالى: «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» (الإسراء 78).
نور الوجه
من يحافظ على صلاة الفجر، يضفي الله في وجهه نورًا، ونور كل إنسان يوم القيامة هو لنفسه فقط، وليس كما كان في الدنيا يمشي في الطريق ومعه مصباح يضيء فيستضيء به الذين بجواره، فيوم القيامة لا يكون ذلك، فمن كان عمله صالحاً أعطاه الله نوراً، يظهر به بين الخلائق، وكأنها علامة على أنه مصلي الفجر في جماعة.
عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه في نار جهنم»، كما أنها أنها نجاة للعبد من النار.
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عمارة بن رويبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها» يعني الفجر والعصر.
اقرأ أيضا:
لحظات عصيبة.. هذا هو ما يحدث عند سكرات الموت فكيف تهونها على نفسك؟سؤال الله
أيضًا من صلى الفجر في جماعة، فإن الله بجلاله وقدره يسأل عنه، فقد روى البخاري ومسلم من حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»، فكأنهم في حفظ الله وحمايته طوال الوقت فقط لأنهم حافظوا على صلاة الفجر في وقتها، أيضًا من أهم ما يحصل عليه العبد المسلم الذي يصلي الفجر أنه يأمن من فتنة النفاق.
فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».