مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك في حيرتك ، فهذه المرحلة العمرية تتسم صعوبتها بأن الطفل يكون أميل للعناد والعدوانية، والبيئة التي يتواجد فيها، تحتوي هذا السلوك أو تزيده.
لا أعرف كيف تتعامل والدتك مع طفلك، هل هي قادرة على احتمال لعبه وانفعالاته وكيف تتعامل معها، هل تضربه مثلا، هل تشجعه على ضرب الآخرين، هناك غموض لأن هناك أطراف غيرك وابنك يا عزيزتي، ولابد من معرفة تفاصيل بهذا الشأن.
صحيح أن والدتك مشكورة، وأسأل الله أن يعطيها الصحة والعافية لمساعتدها إياك، ولكن طريقتها في التعامل ستدخل بلاشك في ترسيم شخصية ابنك، عدوانية طفلك تجاهك لها أسباب، وتحتاجين لمعرفتها، فالأطفال في هذه المرحلة قد يفعلون هذا للفت الانتباه إليهم، ومنحه ما يحتاجه من حب وحنان.
ليس من المنطق ولا التربية في شيء أن نفعل مع الطفل كما يفعل معنا، فعندما يضربنا نضربه، وهو ما تفعليه، هو تشجيع وتعزيز للعدوانية، فانتبهي لما تفعليه.
وفري له أجواء من الرعاية والحنان ما استطعت مهما كان رد فعله، ورويدًا رويدًا سيزول كل شيء. واهتمي كذلك بالمرح معه واللعب منه، لابد أن تخصصي وقتًا لهذا، واختاري ألعابًا تناسبه، وتخلصه من طاقته السلبية، وتمنحه السعادة.
عزيزتي، لا أمومة بدون صبر، والغضب والعنف قلة صبر، لذا ابتعدي ما استطعت عن هذا، واحتوي طفلك وأغرقيه في الحنان، والحب، واشبعي هذه الاحتياجات النفسية بكرم، فنقصها ينتج عنه خللًا نفسيًا يستمر معه طول العمر. وعندما يرتكب طفلك سلوكًا خاطئًا اكتفي بنظرة حزن، وعوديه على هذا المستوى من الغضب، ليسارع بتصحيح فعلته، والاعتذار. فالتصعيد من جانبك يعلمه بدون أن تدري أن الغضب يمكن تصعيده، وبعنف.
للأمومة ضريبة، وللعمل ضريبة، فوازني، وسددي، وقاربي، ولا تجعلي أحدهم ضحية للآخر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.