الجيل الذي عاش في زمن كان انقطاع التيار الكهربائي فيه أمرًا معتادًا، كان يمكن أن تجد أحدهم يعيش في رعب جراء ذلك، لأن الأمر كان مخيفًا لدرجة لا يمكن تخيلها، خصوصًا إذا كان في حجرة وحده، أو في مكان ليس به الكثير من الناس، لكن بينما هذا هو الحال حينها، كان لكثير من هؤلاء أسرار وحكايات مع (الضلمة)، ربما تدخل في الإعجازات الربانية، التي يمنحها لعباده المقربين.
نور الله
كثير من هؤلاء، كان لكل واحد منهم سر يفعله، أو (همهمات) يرددها يرى فيها الحماية من أي ضرر أو شر، خصوصًا لو كان هذا الضرر هو في تفكير هذا الزمان (الجن)، فكان من بين هذه الهمهمات التي يرددها البعض، قراءة بعض آيات القرآن الكريم، وربما كان كثير من الناس يحافظ حينها على قراءة المعوذتين، من باب الحماية من أي ضرر.
فقد كان القليل منهم يقرأ آية أخرى، يرى فيها نور الله بديلاً عن أي ظلام، يستمتع بها، ويرددها وهو على يقين بأن الله بجواره، وكأن النور لم ينقطع ولا ينقشع أو يزول، لأنه يعيش بين نور من الله سبحانه وتعالى، هذه الآية هي قوله تعالى: «"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ».
تدبر واعمل
لو قرأت هذه الآية الكريمة، مع التدبر فيها، لعلمت كأن بها سحر، كأنك بالفعل تعيش مع نور الله عز وجل، وإن كانت كل الدنيا ظلام من حولك، فاتق الله ، وأطعه، واعلم أنك تعبد ربًا عظيمًا، خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وكان بكل شيء عليمًا « وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ » (الزمر: 67).
وهو سبحانه نور، وحجابه النور، لو كشفه لأحرق نوره سبحانه كل شيء، فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال «احتجب من خلقه بأربعةٍ: بنار وظلمة ونور وظلمة»، فمن اهتدى بنور الله نال كل النور ولو عاش في ظلام أبدي.