أخبار

طلوع الشمس من مغربها هل يعني تعظيم الحضارة الغربية؟

فوائد مذهلة للتوت الأزرق.. يحسن ضغط الدم ويقوي الذاكرة

5 نصائح لا تفوتك لإنقاص الوزن والحفاظ عليه للأبد

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تشكر الناس بطريقة تجعلهم أسرى في خدمتك؟

عجائب بني إسرائيل.. أغرب النهايات في قصة العجوزين

تعلم من رسولنا المصطفى كيف تتعامل مع أزمة زيادة مصروف البيت

لماذا المؤمن في مأمن من الخوف؟ وكيف يتعامل مع الحزن؟ (الشعراوي يجيب)

7طاعات عليك الالتزام لتصل إلى مرتبة الأدب مع الله .. خلق الأنبياء وجوهر العبودية

تعرف على ما ورد عن النبي في تسوية الإمام للصفوف قبل الصلاة

كل ابتلاء دون التماس الفرج واليقين في الله مبتور.. فكيف تصل به للعلامة الكاملة؟

بقلم | أنس محمد | السبت 27 ابريل 2024 - 10:51 ص




لا يتحقق اليقين بالله إلا إذا انقطعت الأسباب واشتد الابتلاء، ففي هذا الوقت يبدأ المؤمن الحقيقي في كشف معدنه الحقيقي من اليقين بالله، والصبر على كتبه عليه الله عز وجل، قال ابن القيم :" اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم" .


وقد حقق النبي صلى الله عليه وسلم، المعنى الحقيقي لليقين، حينما خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة، ليس معه إلا صاحبه الصِّديق أبو بكر، والدليل الذي يهديهما الطريق، وهو مشرك، وسلاح اليقين الذي تسلح به النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر جليا في أول موقف تعرض له مع أبي بكر الصديق حينما كانا في الغار، ووقف المشركون على بابه.


أعد النبي لهذه اللحظة الحاسمة التي كشف فيها المعنى الحقيقي لليقين، وذلك بكل ما في وسعه من الأسباب ليعمي الأمر على قريش التي رصدت جائزة كبرى لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه حيين أو ميتين، وكان من الأسباب التي اتخذها حتى لا يجده الكفار: أن اختار غارا قريبا من مكة، هو غار ثور، في جهة غير جهة المدينة المهاجر إليها، ليبقى فيه أياما قليلة حتى يهدأ الطلب والبحث عنه.

ومع ذلك استطاع المشركون في بحثهم أن يصلوا إلى الغار الذي اختبأ فيه هو وصاحبه، ووقفوا أمامه.

فقال أبو بكر قولته المشهورة: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا! فقال له النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! لا تحزن إن الله معنا".


صفات أهل اليقين:



1- هوان مصائب الدنيا عندهم، فالدنيا في نظرهم دار اختبار وابتلاء فقط، ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم قْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصائب الدُّنْيَا ، اللهم أمتعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِى دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا".

فأعظم الناس صبرا ، هو أعظمهم يقينا ، وكلما ترقى العبد في مراتب اليقين ترقى في مراتب الصبر ، كما قال تعالى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) .

2- راحة النفس وطمأنينة القلب فيما يفوت من حظوظ الدنيا ، ثقة بموعود الله ، ورجاء العوض والخلف منه سبحانه .

3 – التوكل على الله ، قال صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أحدقت بهم الأخطار " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا " .

وقال موسى ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )

4- الإنفاق في سبيل الله ليقينهم التام بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وأن الرزق ليس بيد أحد من البشر وإنما هو بيد الله تعالى وحده ، قال سبحانه : ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) .


5- الخشوع والاستقامة :


6- الزهد.

 فلا تتعلق نفس الموقن بها، ولا يتشبث بُحطامها، وإنما يكون زاهداً فيها؛ لأنه يعلم أنها ليست موطناً له، ولأنه يعلم أنها دار ابتلاء، وأنه فيها كالمسافر يحتاج إلى مثل زاد الراكب، ثم بعد ذلك يجتاز ويعبر إلى دار المقام، فهو بحاجة إلى أن يشمر إليها، وأن يعمل لها .


7- العمل بالقرآن والسعي في الأرض كما قال تعالى " وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ " .


اقرأ أيضا:

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

معية الله واليقين النبوي


اليقين هو الإيمان بمعية الله عز وجل فقد كانت معية الله هي التي أنجت النبي وصاحبه من براثن المشركين، واعتبر القرآن هذا نصرا. قال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:40) .


وقد تكرر هذا المشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في حادث الهجرة، بعدما غادر الغار، ومر هو وصاحبه ورفيقه ببعض العرب، فسمع الفارس المغامر سراقة بن مالك الجعشمي بالجائزة، ودارت في رأسه الأحلام بالنوق الحُمْر المائتين، جائزة قريش: للرسول مائة، ولرفيقه مائة، ويلحق بالنبي وصاحبه، لكن النبي صلى الله ليه وسلم، وقد انقطعت به الأسباب، يلجأ إلى مسببها، رافعا يديه لرب عوده أن يكون معه، ويقول: "اللهم اكفنا سراقة". فما إن أتم دعاءه: حتى غاصت قوائم جواد سراقة في الأرض، وأدركه الوهن، وينظر إليه الرسول قائلا له كلمات ملؤها اليقين: "يا سراقة، كيف بك إذا ألبسك الله سواري كسرى؟". فيتعجب الرجل، ويقول: كسرى بن هرمز؟ فيقول: "نعم".


يعد صلى الله عليه وسلم بسواري كسري لصعلوك من صعاليك العرب، وهو الذي خرج متخفيا هو وصاحبه، لكنه اليقين بنصر الله، وأنه لا يخلف الميعاد.

وفي غزوة بدر، وقد تلاقى الجمعان، وجيش قريش ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، ومعهم من العدة والعتاد أضعاف ما مع المسلمين، وكانت حال المؤمنين كما وصفها الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران:123). لكن النبي صلى الله عليه وسلم، يثق في موعود ربه، ويرى نهاية المعركة رأي العين حتى إنه يقول لأصحابه: "هذا مصرع فلان". قال أنس: ويضع يده على الأرض: "هاهنا، هاهنا" قال: فما مات أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وفي غزوة الأحزاب، التي ذكر الله تعالى من شأنها: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (الأحزاب:10-12)، { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (الأحزاب:22) .


فقد تحزبت قريش وغطفان ومن معهم من الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في عشرة آلاف مقاتل، والنبي لا يأمن غدر اليهود، والصحابة قد أصابهم الضيق والجوع، ودعاية المنافقين تحاول أن تعمل عملها، لتوهن النفوس، وتُضعف العزائم، وتفرق الصفوف، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبصر النصر أقرب من منتهى بصره، ليس نصرا على هذه الأحزاب التي ينتظرون، ولكنه نصر على كبرى دول العالم وقتها، فيقول لأصحابه وقد عرضت لهم صخرة لا تأخذ فيها المعاول في مكان من الخندق، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول بيده، وقال: "باسم الله". فضرب ضربة وقال: "الله أكبر، أُعْطِيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا". ثم قال: "باسم الله". وضرب أخرى، فقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا". ثم قال: "باسم الله". وضرب ضربة أخرى فقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا".


بالفرج صبر ساعة، والفرج مع الكرب، ومع العسر يأتي اليسر {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (النمل:50-53).



الكلمات المفتاحية

معية الله واليقين النبوي صفات أهل اليقين التماس الفرج واليقين في الله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يتحقق اليقين بالله إلا إذا انقطعت الأسباب واشتد الابتلاء، ففي هذا الوقت يبدأ المؤمن الحقيقي في كشف معدنه الحقيقي من اليقين بالله، والصبر على كتبه ع