أخبار

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

١١ وسيلة تحببك فى الطاعة وتكرهك فى المعصية.. احرص عليها

قيمتك بأخلاقك وقيم ما تدين به.. فماذا هي قيمتهم وقيمهم؟

منذ طفولتي أسعد بإيذاء مشاعر الآخرين.. كيف أتعافى؟

ما أفضل الأوقات لإجابة الدعاء؟

غاضبة من نفسي وأخاف أن يعاقبني الله بزوج سيء بسبب ماضيّ المشين.. ما العمل؟

على رأسهم السيدة نفسية والإمام الشافعي.. مقابر مصرية طيب ثراها أجساد أولياء الله الصالحين

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 21 مايو 2024 - 05:12 م

تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين في مقابر مصر بشكل لافت، حتى أن الكثير من التابعين والعلماء وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، دفنوا في هذه المقابر، التي اتخذت شكلا يمتلئ بالبركة وتعلق قلوب المصريين بها، بعدما طيبت أجساد هؤلاء الصالحين الطاهرين ثرى مصر وترابها، فضلا عن التاريخ الحافل بسيرهم، ما جعل مقابر مصر في المرتبة الثانية بعد مقابر مكة والبقيع في المدينة، والتي يدفن بها أغلب الصحابة.

ومن أشهر المقابر التي يطيب ثراها بأجساد الصالحين، مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفسية، والتي تشرفت بوجود جثمان السيدة نفسي والإمام الشافعي أنفسهم، حيث تعد من أشهر المقابر التي يتوافد عليها الملايين من أجل زيارة هذين الصالحين، كما يتواجد في هذه المقابر ضريح الإمام الليثي بن سعد، وضريح ذو النون المصري.

وفي القرافة الكبرى بجوار الإمام الشافعي توجد مقبرة الملك العادل وقايتباي و خلفاء المماليك والعباسيين والفاطميين و المقريزي وابن عطاء الله السكندري والإمام الشاطبي اشهر من جمع قراءات القرآن على مقربة منهم.

وفي مدافن الإباجية على مقرب من مدتفن الإمام الشافعي والسيدة نفسية، هناك مدافن الإباجية، التي يتواجد فيها العابدة رابعة العدوية، وإذا نزلت إلى مدافن باب الوزير ستجد علما من أعلام آل البيت هو محمد بن الحنفية بن علي بن ابي طالب.

وعلى مقربة من ضريح بن الحنفية، ستجد ضريح الشريفة فاطمة حسن الأنور، ومسجد سيدي عقبة بن عامر الجهني، وإذا سرت بعده، قبر يقال أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص فاتح مصر دفن فيه.

ضريح عمرو بن العاص


وقد قال المؤرخ المصري الدكتور عبد الباقي السيد عبد الهادي إن "المكان الحقيقي لضريح الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه الذى توفى عام 43 هجريا يقع بسفح المقطم بالقرافة الصغرى في مصر".

وقد تم تهميش هذا الضريح الخاص بعمرو بن العاص بشكل مبالغ فيه أيام الفاطميين لكراهيتهم للصحابي الجليل،


وعلى بعد خطوات من مسجد ابن عطاء الله السكندرى باتجاه اليسار، يقع مقام العارف بالله شيخ الإسلام قاضى القضاة تقى الدين محمد، الذى يتمتع بقبة خضراء اللون، لكنه يحاصره الإهمال والأتربة، فأبوابه موصدة لا تجد من يفتحها، وحوائطه قديمة وألوانها باهتة لا تلفت النظر إليها ولافتة المقام هى الشىء الوحيد الذى يبدو بحالة جيدة فى المقام. رغم أبواب المقام الحديدية الخضراء الموصدة بالأقفال، لكن آيات القرآن تتردد من داخله بصوت واضح، فالقرآن لا ينقطع، يسمعها المارة أو الزوار والواقفون أمام المقام لقراءة الفاتحة.

للإمام تقى الدين نصيب مما ينسب للصالحين من الكرامات، أوردها كتاب «مرشد الزوار إلى قبور الأبرار»، لزين الدين الموفق، ومن أبرز هذه الكرامات حين أساء رجل الأدب معه فى إحدى المرات، وأخبره «تقى الدين»، أنه سيموت بعد 3 أيام فوقع ذلك، وفى حياته خرج أحد الأمراء من مصر، فأخبرهم أنه لن يعود مرة أخرى وهو ما حدث بالفعل.

ويلاصق خلوة السيدة نفيسة مقام سيدى عبدالله بن أبى حمزة رضى الله عنه، الذى يقول عنه سكان المقابر المحيطون بالمنطقة إنه ما وقع نظر أحد على مقامه إلا وجبر خاطره، ولا يقف على قبره شقى إلا وحلت مشكلته وفك كربه، ويتصل نسبه بالصحابى الجليل سعد بن عبادة الأنصارى، وتقول عنه كتب التاريخ إنه موسوعة علمية أفاض الله عليه من علم الحديث النبوى وتفسير آيات القرآن وعلوم الحقيقة والشريعة.

وبمجرد الخروج من مقام سيدى عبدالله والسير فى الطريق الذى تغطى جنباته القمامة والحجارة وبقايا فروع الأشجار، نصل إلى مبنى يبدو عليه أنه تاريخى، فحوائطه عتيقة، كتبت عليها كلمات ورسمت بها نقوش محاها الزمن بمرور سنواته الطويلة، ولم يبق منه إلا علامات لا تدل على جملة واضحة، تقف أمامه سيدة وجهها يبدو عليه الشحوب، ظهرها محنى وكأن كثرة الهموم هى السبب فى ميله، اسمها بهيجة إمام، وبمجرد سؤالها عن المقام أشارت إليه وقالت: «روح ادعى أنا لسه خارجة من هناك، نادى على العامل وراضيه هيفتحلك»، فسكنها فى منطقة السيدة عائشة ساعدها فى الالتزام بالزيارة فى موعدها المحدد كل يوم سبت».

20 جنيهاً لزوجة العامل كانت كفيلة بفتح أبواب المقام المغلق بسبب تداعيات فيروس كورونا، الباب الخشبى للمقام مصنوع من خشب الجوز، ومصفح بصفائح من النحاس الأصفر بكل منها حلقة من النحاس، ويعلو الباب بيتان من الشعر منقوشان على الإطار الجبسى، نصهما: «باب شريف قد رقى ببنى الوفا بالحق فيه أفضل الأقطاب»، والثانى: «قالت لنا أنوار سر جنابه … لا شك هذا أكمل الأبواب».

الطريقة الخلوتية


وتوجد الطريقة الخلوتية هى إحدى الطرق الصوفية فى مصر، التى تعنى الانقطاع لله بالعبادة عن طريق الاختلاء بالنفس والعزلة والتفرغ للعبادة، ويتخذ عدد من أتباع الطريقة الخلوتية الصوفية هذا المسجد مزاراً لهم، ولفترة قريبة من الزمن كانوا يعتكفون به فى العشر الأواخر من شهر رمضان، وهنا يوجد الشيخ شاهين المحمدى، أحد أبرز شخصيات الخلوتية، حيث وُلد بمدينة تبريز بإيران فى القرن التاسع الهجرى، وأمضى فى فارس طفولته ومعظم شبابه ثم رحل إلى مصر فى عهد السلطان الأشرف قايتباى، واشتراه السلطان وأصبح من مماليكه وانتظم فى جنده، ولكن حياة المماليك والجندية لم توافق مزاج شاهين ولا طبيعته التى فُطر عليها.

على بعد أمتار قليلة من المقام يجلس سيد على، 63 عاماً، يعيش فى إحدى المقابر، ويحكى أن المنطقة تتمتع بالكثير من الروحانيات، والزيارة لا تقتصر على سكان المنطقة أو البسطاء فقط، بل هناك الكثير من الزوار الذين يأتون من خارجها للزيارة، فهناك أشخاص يأتون بسيارات فارهة لتوزيع الصدقات والزيارة، ولكن أغربهم من وجهة نظره رجل سبعينى يأتى من محافظة الإسماعيلية، وعنه قال: «الراجل ده بييجى كل ليلة رأس سنة هجرية يوزع فطائر بيقول إن مراته وبنته بيعملوها وبييجى بدرى يوزع على أهل الله».

وهناك الضريح المدفون أسفله عُمر بن الفارض سنة 632 هجرياً، يقع فى مُنتصف المسجد، ويرجع تاريخه إلى عهد السلطان برقوق، فهو عُبارة عن غرفة مربعة الشكل، حوائطها حديدية حتى تسمح للزوار برؤية المقام، تنبعث منها روائح المسك، ومكونة من 4 عقود تقوم عليها قبة حجرية غير مرتفعة، وتمت زخرفة أركان العقود بمجموعة من المقرنصات، وعليها شريط من آيات الذكر الحكيم.

سيدى عمر بن الفارض دخل فى بدايته مدرسة، بديار مصر، فوجد شيخاً فقال له: «يا عمر. يفتح الله عليك»، فجاء إليه وجلس بين يديه، وقال يا سيدى: «فى أى مكان يفتح الله علىَّ؟ قال يفتح الله عليك بمكة»، فقال «وأين مكة يا سيدى؟» فدله وأشار عليه، فرحل إليها ومكث بها 15 سنة، ثم عاد إلى الجامع الأزهر وذاع صيته بين العلماء والحكام والأمراء، وبعد أن اشتغل بالفقه ورواية الحديث، حُبب إليه الخلاء وأحب الصوفية، زهد واستأذن والده فى السياحة، فساح فى الجبل الثانى فى المقطم وآوى إلى بعض أوديته ثم كان يعود ثانية، وفقاً لكتاب «كفاية المعتقد» لأبى محمد الجوينى.

الكلمات المفتاحية

ضريح عمرو بن العاص أضرحة أولياء الله الصالحين السيدة نفيسة الإمام الشافعي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين في مقابر مصر بشكل لافت، حتى أن الكثير من التابعين والعلماء وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، دفنوا في هذه المقابر، ال