كشفت امرأة سويدية تعيش بالقرب من القطب الشمالي كيف تستعد لظلام الشتاء المتواصل في إحدى المناطق المأهولة الواقعة في أقصى شمال العالم، بينما تشاهد غروب الشمس الأخير في عام 2021.

قبل ست سنوات، انتقلت سيسيليا بلومدال (31 عامًا)، إلى سفالبارد، وهو أرخبيل نرويجي يقع جنوب القطب الشمالي، حيث يخيم الظلام على المنطقة على مدار الساعة خلال الفترة من أواخر أكتوبر إلى أوائل مارس، في ظاهرة تُعرف باسم "الليل القطبي".

قالت في أحدث مقطع فيديو عبر قناتها على موقع "يوتيوب": "لدينا بضعة أيام فقط حتى حلول الليل القطبي وهذا شعور جنوني، لكن هذه هي الحقيقة"، مشيرة إلى أن درجة الحرارة كانت 10 درجات فهرنهايت (-12.222222222 درجة مئوية) في ذلك الصباح.

وأضافت عندما كانت بالخارج مع كلبها: "الجو بارد بعض الشيء، لكن بالطبع سأقول إنه جميل جدًا".

وتشترك بلومدال في مقصورة مع شريكها في سفالبارد، لكنهما أمضيا الصيف في الاستمتاع بالمناظر الخلابة على متن قاربهما، وزارا "بيراميدن"، مدينة الأشباح السوفيتية المهجورة، واستمتعا معًا ببعض الانخفاضات "المنعشة" في المحيط المتجمد الشمالي، الذي سجل درجة حرارة (36 درجة فهرنهايت) في ذلك الوقت.

قالت وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "لقد أمضينا عدة ليالٍ راسية أمام جبهات جليدية ضخمة وتقاسمنا المساحة مع العديد من سكان القطب الشمالي". وأشارت إلى أنها تناولت العديد من فناجين القهوة وسط مناظر خلابة.

ومع الاستعداد لدخول فصل الشتاء، تابعت: "لا أشعر بالحزن لأن هذا الوقت من العام قد انتهى. أشعر بالرضا. أنا مستعدة لظلام الليل القطبي وكل الجمال الذي يجلبه. أنا على استعداد لمنح عقلي قسطًا من الراحة من المناظر الرائعة التي لا نهاية لها التي نشهدها هنا".

وكجزء من استعداداتهما الشتوية، اضطرت بلومدال وشريكها إلى إخراج قاربهما من الماء وإيقافه على الأرض في المرسى.

وقالت: "أحد الأشياء التي أحبها حقًا في سفالبارد هو أن كل الفصول مختلفة جدًا. بعد أربعة أشهر طويلة من شمس منتصف الليل وتجارب ركوب القوارب المذهلة، نرسو قاربنا لفصل الشتاء ونستعد لبدء موسم جديد مثير مليء بالأنشطة".

تضمن الفيديو مناظر خلابة لسفالبارد، حيث توجّهت بلومدال وشريكها إلى المرسى حيث رسى قاربهما. وأوضحت مشيرة إلى صف القوارب على الأرض: "هذا هو المكان الذي يضع فيه الجميع قواربهم بالخارج على مقطوراتهم مثل هذا، وسيكونون هنا طوال الشتاء".

واستدركت قائلة: "والآن نحن بحاجة إلى إخراج كل شيء من قواربنا، مثل الألحفة. لدينا طعام هناك والكثير من الأشياء الأخرى التي كانت لدينا خلال الموسم.

وصورت بلومدال، شريكها وهو يستخدم سلمًا للصعود إلى القارب، حيث سحب أغطية الألحفة والمناشف وأي شيء آخر استعدادًا لموسم الشتاء، ووضعته في الجزء الخلفي من السيارة.

ويدفع الزوجان حوالي 500 دولار أمريكي لإيقاف قاربهما في المرسى سنويًا، ويمكن إيقافه على الأرض مجانًا. والمرآب الوحيد الذي يتم تسخينه في المنطقة مخصص للقوارب التي يتم إصلاحها، ويتسع لحوالي أربعة إلى ثمانية سفن فقط.

اقرأ أيضا:

ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟

وأوضحت: "هذا ليس المكان المثالي لامتلاك قارب خلال فصل الشتاء، لكن ليس لدينا خيارات هنا".

اضطر الزوجان أيضًا إلى تجهيز أنظمة المياه في القارب ومحركه لفصل الشتاء عن طريق شطفهما بمادة الإيثيلين جلايكول، وهي مادة سائلة اصطناعية تمتص الماء وتستخدم لصنع مضاد للتجمد.

قال لها صديقها: "إذا لم تفعلي ذلك، فإن الأنابيب ستتجمد... لن تكون جيدة. ثم عليك أن تعتني بالمرحاض بالطبع. خذ بعض الجليكول في ذلك. وأفرغ كل الماء".

وقبل يوم من تحميلها مقطع الفيديو على "يوتيوب"، وثقت بلومدال غروب الشمس الأخير لسفالبارد لهذا العام على تطبيق "تيك توك"، حيث لديها 1.3 مليون متابع.

قالت أثناء تصوير السماء الوردية: "اليوم أشرقت الشمس في الساعة 12:26 ظهرًا ثم غربت في الساعة 12:54 مساءً لذا بدأت الليلة القطبية رسميًا".

وأضافت "المرة القادمة التي سنرى فيها الشمس ستكون في مارس. قرب منتصف نوفمبر، سيكون كل يوم أسودًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".

في حين أن الظلام المستمر يشكل كابوسًا لمعظم الناس، قالت بلومدال إنها تتطلع إلى ارتداء ملابسها الشتوية ورؤية الشفق القطبي وقضاء أيام مريحة في مقصورتها.