التردد آفة اجتماعية تصيب بعض الأفراد تجعلهم لا يحسنوا أخذ القرار ويتعرضون للوم لتخاذلهم وضعف موقفهم.
آفة التردد:وتظهر آثار هذه الآفة إذا كان الشخص مسئولا عن غيره او يقع عليه عبء التوجيه ففي هذه الحالة يسبب تردده ضررا له ولغيره أيضًا، ومن ثم عبئا على كل من يعامله .
وهذه الصفة اعتبرها العرب قديما ليست من صفات الرجولة وأنها مفسدة للرأي ودعوا في أشعارهم إلى الابتعاد عن هذه الصفة ومن هذا قول الشاعر:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فإن فساد الرأي أن تترددأسباب التردد:واعتبر علماء علم الاجتماع التردد آفة تصيب الإنسان فعه إليها بعض الصفات التي فيه ومن هذه الأسباب ما يلي:
- الخوف من العقاب.
- الخوف من تحمل المسئولية.
- الرغبة في عدم الظهور.
- مطالعة أخبار سيئة لأشخاص خسروا في حياتهم بسبب رأيهم.
- الانعزال الاجتماعي.
- الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.
- مشاهدة الدراما لحزينة باستمرار.
ودعا الاجتماعيون في الوقت نفسه إلى التخلص من هذه الآفة وذلك بأن نتأنى في اتخاذ هذه القرارات ونفكر ونتأمل ونستشير، وفى ذات الوقت نستعين بالله ذي العلم الواسع الشامل، وقبل كل هذا نسأل الله تعالى التوفيق في قرارتنا ونصلي الاستخارة في كل أمورنا حتى ولو كانت صغيرة، وأوضحوا أن كما ذكرت إسلام ويب أن الإنسان مجموعة من الرغبات والآمال وتطلع نحو حياة أفضل، وخلال تحقيق تلك الأمنيات يكون هناك إرهاصات من الخوف والرجاء.. الخوف تصاحبه حالات من القلق والتوتر والتردد والإحباط واليأس وعدم الثقة في النفس
وأضافوا أن هذه الانفعالات النفسية ما هي إلا معوقات تؤثر في قراراتنا وتحديد مصيرنا، وتفويت الفرص الذهبية التي تمر بنا وقد لا تتكرر.. فالإنسان الذي يتيح لهذه انفعالات أن تتحكم في حياته لاشك أنه يفتقر إلى استقلال الشخصية، ويجعل من نفسه شخصية مذبذبة تنعدم لديها روح المبادرة والإبداع.. من هنا يلزم عدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة والخواطر السيئة التي تضر أكثر ما تنفع.
لماذا التردد؟فيما ينصح خبراء التنمية البشرية لعلاج اتردد ان يسأل المتردد نفسه عدة أسئلة منها لماذا التردد؟ وهل لديك خبرات أو معلومات تغنيك عن التردد، أم أنه التردد فقط لعدم الإلمام بالموضوع؟ وهل هو خوف من تحمل المسئولية وحدك نتيجة اختيارك وقرارك؟.
وهذه الأسئلة كما يقولون كافية لمعرفة السبب الحقيقي لتردده ومن ثم التعامل مع نفسه بوضوح، فهناك قرارات هامة في حياة كل إنسان، وهذه الأشياء لا تحتمل التأخير وربما كان التأخير فيها يسبب أضرار لا تدرك ويظل طوال عمره نادما عليها مثل الزواج قرارات اعمل والسفر وغيرها.
كيف تتخلص من التردد؟
من جانبه ذكر د. خالد سعد النجار أنه للتخلص من التردد يلزم أن تجمع المعلومات الكاملة والصحيحة عن الموضوع الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار فيه، لأن محاولة اتخاذ القرار مع نقص المعلومات أو مع عدم صحتها، سيؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ، وبالتالي ستكون النتائج كارثية، وأن تطلع بقدر ما تستطيع على ثقافات متعددة، وزد حصيلتك بالقراءة واكتساب المعرفة والمعلومات، فكل هذه المعارف تساعدك على طرح التردد، وعلى الكلام والتحدث بثقة.
ويضيف في مقال على إسلام ويب أن عنصر الزمن عنصر هام في الحياة، وبالتالي هناك أشياء تحتاج للحسم في توقيتات مناسبة، فإذا تركنا أنفسنا للتردد بلا ضابط فإننا سنضيع فرصا كثيرة، ونشعر ببطء إيقاع الحياة، وبأننا مكبلين بحبال الخوف والقلق. والتردد بهذه الدرجة المعوقة هو علامة اهتزاز ثقتنا بأنفسنا وبالآخرين، ويوضح أنه يجب ألا تلوم أو تبكِّت نفسك بقسوة إذا ضاعت منك فرصة بسبب ترددك، فكل إنسان مهما كان خبرته أو درجة تعليمه، يحتاج إلى التدريب على اكتساب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس. وتذكر أنه لا يوجد إنسان لم يُضع بعض الفرص بسبب تردده، فالإنسان يتعلم دائماً من أخطائه حتى يتغلب عليها، كما يتعلم أيضاً من أخطاء الآخرين.