أخبار

قراءة القرآن تنير قلبك وقبرك وتصحح طريقك إلى الله .. احرص عليها

"فياجرا خارقة" أقوى بـ 10 مرات وآثارها الجانبية أقل

تختلف عن الرجل.. علامات إصابة المرأة بأزمة قلبية التي لايمكن تجاهلها

يخبر الرسول عن قوم يرفضون دخول الجنة.. فمن هم ؟

هذه العبادة أعظم ما تتقرب بها إلى الله

التعصب آفة عظيمة تهدر الوقت والجهد.. كيف عالجه الإسلام؟

يا أيها الأزواج اتقوا الله في زوجاتكم.. بهذا أمر الإسلام

تعوذ بالله من شر هذه الأشياء صباحًا ومساء حتى لا يصيبك مكروه

وجوه الإحسان في الإسلام كثيرة.. كيف تكون ممن أحسنوا فأحبهم الله؟ (الشعراوي يجيب)

أصابهم رعد وبرق.. كرامة غير متوقعة بـ" فاتحة الكتاب"

كلنا ندعي المثالية..حتى لا تكون أنانيًا وندلاً؟

بقلم | أنس محمد | السبت 05 ابريل 2025 - 12:20 م

كثير منا من يدعي المثالية في التعامل مع الناس، إلا أن أغلب الناس لا ينظرون إلى عيوبهم وأنانيتهم، فعلى الأرجح نعاني من حب النفس، وغلبة شهوة الأنا سواء كان في العمل أو البيت، أوفي الشارع، فلا تندهش حينما تكون في مترو الأنفاق أو في القطار وتجد شابا يسابق عجوزا لكي يجلس على الكرسي، أو رجل يزاحم امرأة ويدفعها غير مكترث بحرمة ما يفعله لكي يقضي مصلحته أولا، أو زوجا يترك أولاده ويذهب ليتزوج من أجل حب النساء والجري وراء شهوة الجنس على حساب أطفاله، أو امرأة تترك أبناءها لكي تتفرغ لجمالها وسعي الرجال وراءها.
فما أقبح سلوك الأنانية، الذي ذمه الله تعالى في كتابه الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وقال النبي: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". كما أن الله امتدح الذين يؤثرون على أنفسهم فقال تعالى: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".

كيف تكتشف أنانيتك؟


والأنانية خلق مذموم، وهي أن يختص الإنسان ، أو أن يخص الإنسان نفسه أو أتباعه بالمنافع من أموال ومصالح دنيوية ، ويستأثر بذلك فيحجبه عمن له فيه نصيب ، أو هو أولى به ، منافع ، مكاسب ، مراكز ، مكتسبات ، ميزات ، خصائص يخصها لنفسه ولمن حوله ، ويستحقها آخرون ، أو هي من حق الآخرين.
 فأنت حينما تؤثر منفعة لإنسان لا يستحقها أو لإنسان ترجو منه الخير ، وتخاف منه الشر ، وتمنعها من إنسان هو أحق بها فقد وقعت في خطر كبير ، بل ربما وقعت في خيانة .
وليس هناك أكثر ضررا على المجتمع من الأنانية فهيتؤدي إلى تفكك المجتمعات، فانظر لحديث النبي عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))[ البخاري ].
فحينما تعطي الكبير حقه في أن تخلي له المقعد في القطار ليجلس هو فسوف تسود الرحمة، وحينما تعمل من أجل أولادك ليس من أجل شهوتك فسوف يسود الصلاح، وحينما تعطي الفقير حقه ، وتعطي المريض حقه ، وتعطي المظلوم حقه ، وتعطي المشرد حقه ، وتعطي الجاهل حقه تعلمه ، أنت حينئذٍ تسهم في بناء مجتمع .
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ ، فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا ... )).
فالأنانية هي أن ترى 90% من الناس أغنياء، و10% لا يجدون طعامهم ويأكلون من القمامة، ويعانون من ألوان البؤس والفقر والقهر ، والمرض والجهل والجوع .
يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[ سورة التوبة : 24].
فإنسانا ضحى بحياته ، من أجل أبنائه وأسرته هو بخير، وإنسان لم يسرق أو يغتصب حق غيره هو بخير، أنت بخير إن لم تبنِ مجدك على أنقاض إنسان ، أنت بخير إن لم تبنِ غناك على إفقار إنسان ، أنت بخير إن لم تبنِ عزك على إذلال إنسان ، أنت بخير إن لم تبنِ أمنك على إخافة إنسان ، أنت بخير إن لم تبنِ حياتك على موت إنسان ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا )).

اقرأ أيضا:

قراءة القرآن تنير قلبك وقبرك وتصحح طريقك إلى الله .. احرص عليها

وعَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ قَالَ : قُلْتُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ؟ قَالَ : أَيَّةُ آيَةٍ ؟ قُلْتُ :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾قَالَ : سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :(( بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ـ أثرة ـ وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لَا يَدَانِ لَكَ بِهِ فَعَلَيْكَ خُوَيْصَةَ نَفْسِكَ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ ))
وعَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟ يعني عيّني بوظيفة ، كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا ، قَالَ :(( سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ )).
وعن زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ قال، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا ، قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ )).
وهذا الذي يخص بعض أولاده من دون الباقين تشمله أحاديث مخيفة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً ، ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ ، فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ ، فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ )).
فعلم أيها الإنسان أن هناك من يكون مؤثراً نفسه على من حوله ، يجمع الأموال فيفقدها في ثانية واحدة ، لذلك ورد في بعض الآثار : إن روح الميت ترفرف فوق النعش ، تقول : يا أهلي ، يا والدي ، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ، جمعت المال مما حلّ وحرم ، فأنفقته في حله وفي غير حله ، فالهناء لكم والتبعة علي .
وعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : قُلْتُ : لِعَائِشَةَ : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ ؟ قَالَتْ : كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ تَمَثَّلَ :(( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ ، وَمَا جَعَلْنَا الْمَالَ إِلَّا لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ )).
فحرص المرء على المال يذهب شرفه أحياناً ، والأنانية دليل على دناءة النفس وخستها و معول هدام ، وشر مستطير .

الكلمات المفتاحية

كيف تكتشف أنانيتك؟ ادعاء المثالية كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled كثير منا من يدعي المثالية في التعامل مع الناس، إلا أن أغلب الناس لا ينظرون إلى عيوبهم وأنانيتهم، فعلى الأرجح نعاني من حب النفس، وغلبة شهوة الأنا سواء