مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لاشك أن ولدك أخطأ، لكنه "مراهق" يا عزيزتي، لديه تقلبات داخلية هرمونية، وعقلية، وتغييرات هائلة يمر بها، ولاشك أنها كانت ضاغطة دفعته للشعور بأن وضع الطلاق "ضاغط"، على الرغم من مرور سنوات ليست قليلة كان من المفترض أنه تكيف معها، وتأقلم عليها، معتقدًا أن الحل بيديك، وأن رفضك هو العقبة أمام استقرار حياته التي يظنها ستحدث بمجرد عودتك لوالده.
يرغب ولدك يا عزيزتي في العيش في ظل أسرة عادية، يتواجد فيها الأب إلى جوار الأم، وهذا حقه، ولكنه أيضًا ليس ناضجصا بشكل كافي لتفهم أن الأمر ليس زرًا سيتم الضغط عليه فيعود الوئام لأسرته المتفرقة، وربما يكون متعرضًا لضغط من والده، أقرانه، أحد أقاربه، لذا وجب تفهم حالة ولدك النفسية، والجلوس معه، ومعرفة الأسباب التي تدفعه للتفكير في هذا الأمر، ومشكلاته وأوجاعه وآلامه التي يشعر بها.
على أية حال، هو الآن مع والده، وهذا ليس أمرًا سيئًا، السيء هو سوء العلاقة بينكما، وهنا لابأس أن تبادري بالتواصل معه، لابد أن يفهم ولدك أن العلاقة الزوجية علاقة خاصة مختلفة عن العلاقة الوالدية، وأنه ليس طرفًا في العلاقة الزوجية حتى يتدخل بأي شكل، سلبًا أو إيجابًا، ولابد أن يحترم رغباتك، ومشاعرك، ويستمتع بأمومتك وأبوة والده وفقط.
أعيدي ولدك إلى حضنك يا عزيزتي، واحتويه، تفهمي غضبه، واندفاعه، ومرحلته العمرية الحرجة، واقتربي منه أكثر، فغدًا يكبر وينضج ويكتشف خطؤه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.