ذكر التابعي محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى " فلنحيينّه حياة طيبة" قال القناعة.
والقناعة جالبة للمحبة، فقناعتك بما في يدك جالب لمحبة الناس لك، وقناعتك بما قسمه الله لك جالبة لمحبة الله، فهي حقا كنز لا يفنى.
وقفات مع النفس:
1-قال عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسمائة سنة.
2- وعن ابن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
فائدة:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر في هذا الخبر أن يكون في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل فكأنه أمره بالقناعة باليسير من الدنيا إذ الغريب وعابر السبيل لا يقصدان في الغيبة عن وطنهم الإكثار من الثروة بل القناعة إليهما أقرب من الإكثار من الدنيا.
3- قال الإمام ابو حاتم الدارمي: من أكثر مواهب الله لعباده وأعظمها خطراالقناعة وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضاء والثقة بالمقسوم ولو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلا الراحة وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل لكان الواجب على العاقل ألا يفارق القناعة على حالة من الأحوال.
4- وقال ابن المبارك: مروءة القناعة أفضل من مروءة الإعطاء.
5- وكان يقال: مروءة الصبر عند الحاجة والفاقة بالتعفف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء.
6- وقال أيضا الإمام أبو حاتم : من نازعته نفسه إلى القنوع ثم حسد الناس على ما في أيديهم فليس ذلك لقناعة ولا لسخاوة بل لعجز وفشل فمثله كمثل حمار السوء الذي يعرج بخفة حمله ويحزن إذا رأى العلف يؤثر به ذو القوة والحمل الثقيل فالقانع الكريم أراح قلبه وبدنه والشره اللئيم أتعب قلبه وجسمه.
7- وكان يقال: الكرام أصبر نفوسا واللئام أصبر أجسادا.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر