مما يؤسف له أن كثيرًا من الطلاب الآن لا يعون جيدًا مكانة المعلم، وكيف أن الإسلام منحه معاملة خاصة، تقتضي احترامه بأعلى وأقدر أنواع الاحترام، ومن ثم فإن من حق المعلم على المتعلم، التأدب معه، وشدة الرغبة فيما عنده من العلوم النافعة.
في الحديث الشريف عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه».
والشواهد على احترام الصحابة لمعلمهم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم عديدة جدًا، فضلاً عن تواصل احترام المعلمين لعقود متتالية، إلا أنه في العصر الحالي وجب على الجيل الجديد أن يتعلم كيف يوقر معلمه وأن يعلم أن له حق عليه كبير.
المعلم الأول
أوتدري عزيزي الطالب، أنه بتقديرك لمعلمك، فأنت إذن تقدر معلمك الأول وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، يعظمون النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم أشد التعظيم، ويحترمونه أشد الاحترام، ويوقرونه أشد التوقير، وهو المعلم الأول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم هم التلامذة الأُول في هذه الأمة.
وقد تواتر تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إلى غاية حتى بهر الأعداء، كما في حديث صلح الحديبية وغيره، وقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ » (الحجرات: 2)، فكيف بنا لا نسير على الدرب، ولا وقر معلمينا؟!.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟كيف يكون الاحترام؟
أما عن كيفية الاحترام، فعلى التلميذ أن يتبع التعليمات وينفذها دون جدال، وأن يكون حريصًا على طلب العلم منه بكل تركيز وإنصات، فضلا عن تنفيذ كامل المهام، وعدم التحدث إلا بإذن، فقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، بل كانوا لا ينطقون ببنت شفة في وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بإذن.
وفي ذلك يقول الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، -وهو من هو وصاحب المقام والمقدار الكبيرين-: «جلسنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة كأنما على رؤوسنا الطير»، وعن المغيرة بن شعبة قال: «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير».
عزيزي الطالب تذكر موقف نبي الله موسى عليه السلام، الذي أراد التعلم وهو النبي المرسل، فهذا إلى من هو أقل منه درجة ليتعلم منه، ولم ير في ذلك أي عيب، وإنما حرص على اتباعه للتعلم منه، هكذا يجب أن يكون حريصًا على التعلم بقدر حرصك على تقدير المعلم.