توصلت دراسة جديدة إلى أن البقاء لفترات طويلة في الفضاء يتسبب في إتلاف أدمغة رواد الفضاء.
شملت الدراسة، خمسة رواد فضاء روس، متوسط أعمارهم 49 عامًا، أقاموا في محطة الفضاء الدولية لمدة 5.5 شهرًا في المتوسط.
تم أخذ عينات الدم من رواد الفضاء قبل 20 يومًا من مغادرتهم إلى محطة الفضاء الدولية، ويوم واحد، وأسبوع، وحوالي ثلاثة أسابيع بعد عودتهم إلى الأرض.
مؤشرات حيوية لتلف الدماغ
وحلل الباحثون عينات الدم بحثًا عن خمس مؤشرات حيوية لتلف الدماغ: ضوء الخيوط العصبية، البروتين الحمضي الليفي الدبقي، بروتين تاو، واثنين من بروتينات اميلويد بيتا.
كانت مستويات ثلاثة من المؤشرات الحيوية ضوء الخيوط العصبية والبروتين الحمضي الليفي الدبقي وبروتين بيتا أميلويد أعلى بشكل ملحوظ بعد عودة رواد الفضاء من المحطة الفضائية، وفقًا للدراسة التي نُشرت مؤخرًا على الإنترنت في مجلة " جاما نيورولوجي".
قال هنريك زيتربرج، أستاذ علم الأعصاب بجامعة جوتنبرج بالسويد، والمؤلف الكبير المشارك في الدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق دليل ملموس على تلف خلايا الدماغ في اختبارات الدم بعد الرحلات الفضائية. يجب استكشاف هذا الأمر بشكل أكبر ومنعه إذا كان السفر إلى الفضاء سيصبح أكثر شيوعًا في المستقبل".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في بيان صحفي للجامعة: "للوصول إلى هناك، يجب أن نساعد بعضنا البعض لمعرفة سبب حدوث الضرر. هل هو انعدام الوزن، أم تغيرات في سوائل المخ، أم عوامل الإجهاد المرتبطة بالإطلاق والهبوط، أم أنها ناجمة عن شيء آخر؟ هنا، الكثير من التجارب المثيرة، يمكن إجراء دراسات على البشر على الأرض".
تغيرات في الدماغ
ووجد الباحثون أيضًا تغيرات في الدماغ خلال التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض، وكانت هناك انحرافات في الاختبارات السريرية لأدمغتهم، وفق وكالة "يو بي آي".
ومع ذلك، كانت الدراسة صغيرة جدًا لإجراء تحقيق كامل في الصلة بين تلك النتائج وقضاء فترة طويلة من الوقت في الفضاء.
ويناقش الباحثون حاليًا دراسات المتابعة.
قال زيتيربيرج: "إذا تمكنا من تحديد أسباب الضرر، فقد تساعدنا المؤشرات الحيوية التي طورناها في معرفة أفضل السبل لعلاج المشكلة".
أظهرت الأبحاث السابقة أن قضاء الوقت الطويل في الفضاء يمكن أن يكون له آثار جسدية ضارة، بما فيها فقدان العضلات والعظام، ومشاكل في الرؤية، وتغيرات في بكتيريا الأمعاء.