مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أشعر بمعاناتك، وأقدر مشاعرك، وأتفهم تمامًا ما تمرين به، فالطلاق حل ولكنه قاس في الوقت نفسه، وفي نظرة بعيدة له ستجدينه أفضل الحلول إذا ما كانت العلاقة مؤلمة ومؤذية، وعليه ينطبق المثل:" وجع ساعة ولا كل ساعة".
لاشك أن زوجك أخطأ، وظلم نفسه، وظلمك، والأولاد، بسبب شكوكه غير المنطقية، وبناء العلاقة على وهم توهمه في عقله، ولم يتثبت منه بأي طريقة مشروعة، فضلًا عن أنه في الأساس ليس من حقه سوء الظن بك، فالخطأ كان مشترك، وليس دليلًا قاطعًا على شيء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أخبرنا أن الظن أكذب الحديث.
يهرب الحب لو كان موجودًا يا عزيزتي بمجرد ورود طيف الشك، فهذا كفيل بتدمير كل شيء.
وبذا يكون زوجك قد دمر قاعدة بناء العلاقة قبل البدأ، وعندما تم الزفاف، كان على أسس هشة، يملؤها الشك، وينخر فيها كما السوس في الخشب.
مؤلمة هي العشرة في ظلال الشك، بل قاتلة، فهل تريدين أن تكملي في حياة قاتلة؟!
وجود الشك يا عزيزتي، وفقدان الثقة، وفقدان الحب، لسبب مقبول أو آخر غير مقبول، أمر لا علاج له، فالارتياح النفسي والقبول هم أدنى درجات لتصور وجود علاقة زوجية.
لذا، ما يهم الآن هو أن تكملي حياتك وقد أبقيت على ما تبقى من نفسك وانسانيتك، وأن يعيش أولادك في ظل علاقة "واضحة" إما زواج جيد أو طلاق جيد. زواج وعشرة بمعروف، أو تسريح بإحسان، هذا هو الوضع الصحي للجميع.
شك زوجك فيك يخصه هو ولا يخصك أنت، فهذا ظنه وتفكيره، وليس حقيقتك، هذا ما يجب أن تنبهي إليه حتى لا تفقدي ثقتك في نفسك، وتزيدي ألمك، يكفيك "قبول" ألم الطلاق.
من حقك الشعور بالضياع والتوهان، فأنت مقبلة على "مجهول"، والإنسان – كل إنسان- يخاف من المجهول، ولكن ليكن في حده الطبيعي، فالغرق في الخوف يعطل الحياة، ويزيد التعثر، وهذا غير مطلوب بالمرة، فاحذري.
أنت على مشارف اغلاق صفحة من الحياة، والبدأ في صفحة جديدة، فانتبهي لمتطلبات هذا الأمر، ولا تدعي الغرق في الخوف يؤذيك.
والآن، تجهزي لمرحلتك الجديدة التي ستتخلصين فيها من ألم علاقة مؤذية، واستحقاق لحياة طيبة، فهذا الشعور بالاستحقاق والتقدير والذات هو ما سيجعلك تقفين على قدميك من جديد، من أجلك أولًا وأطفالك ثانيًا، فكما تكونين سيكونوا، إما قوية ومن ثم أطفالك أقوياء، أو هشة ومهشمة وأطفالك كذلك.
هكذا فكري في الأمر يا عزيزتي، واستعيني بالله ولا تعجزي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.