من رحابة الإسلام ومساحته أن شرع فى كل موقف من مواقف الحياة أذكارا تقال تزيد اجر صاحبها وتثبت قلبه.
ومن هذا ما شرع فى تعزية أهل الميت ففيها تسلية لقلوبهم وتخفيفا لمصابهم ووقوفا بجانبهم تجسيدا لمعنى الإخوة التى جاء بها الإسلام.. ففى الحديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وفى الحديث المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه.
والتعزية أحد حقوق المسلمين على بعضهم.
ما يقال فى التعزية:
و يستحب تعزية أهل الميت، لا يعلم في ذلك خلاف بين الفقهاء كما نص على ذلك ابن قدامة في المغني، لما فيها من التسلية لأهل الميت، وليس في التعزية ذكر محدد لا يجزئ غيره، بل كل ما يذكر من عبارات العزاء مما لم يشتمل على محذور شرعي، فإنه تجوز التعزية به.
وقد ذكر الشافعي في الأم: ( وليس في التعزية شيء مؤقت يقال لا يعدى إلى غيره. ولو اقتصر المعزي على هذا اللفظ فهو حسن، وهو ما رواى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ( أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.)