ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل يجب إجبار الفتاة البالغة على ارتداء الحجاب أم برضاها؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
الأمور ليست بهذه الحدية، أو الثنائية، إما الإجبار، وإما الرضا، الحجاب فرض ومن ترتديه تثاب، ومن لم ترتديه تأثم، هذا ليس معناه أن المرأة غير المحجبة، سيئة الخلق، أو امرأة سهلة، أو مدعاه للتنمر أو التجرؤ على عرضها، بل هي سيدة مسلمة، لها حقوقها المصونة كامرأة ومسلمة، لأن خلعها الحجاب ذنب بينها وبين ربها.
لكن ينبغي على رب الأسرة أن يعودوا الابنة على الحجاب منذ الصغر، والأمر لا يتعلق فقط بالحجاب، بل بكل الواجبات، الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن نأمر أولادنا بالصلاة في سن سبع سنين، والإمام النووي والعلماء الآخرون يقولون إن هذا ليس مختصًا بالصلاة، عود ابنك على الطاعات عمومًا في سن مبكر، مثل الصيام والصلاة والصدقة وغيرها من الطاعات والعيادات.
ابدأ تحبيبه في العبادات والواجبات، الأمور الواجبة ثبتها في برنامجه اليومي شيئا فشيئًا، ولا تقصر حتى يكبر الابن والابنة دون أن يصليا، لأنك لم تفعل الواجب عليك وهم صغار، ولم يروك وأنت تصلي، ولم تأخذ بأيديهم، وعندما كانوا شخصيات يسهل تشكيلها لم تقم بواجبك تجاههم.
تعويد الأبناء على العبادات يكون يجعلهم ممارسة العبادات بطريقة تدريجية خطوة بعد خطوة، وليس من خلال إلزام صارم، بل يمكن التغاضي عن أشياء، كالصلاة من غير وضوء، من أجل تحبيب الابن في الصلاة، وحتى لا أجمع عليه كل شيء فينفر، أو الابنة تكون صغيرة وترى صديقاتها يرتدين "شورتات" و"كاتات"، وهي ترتدي حجابًا كاملاً، بل يجب أن نبدأ تحبيبها في الحجاب، وترى أمها محجبة، ونحدثها بصورة محببة عن الحجاب، ونقول لها إن ارتداء التزام بأمر ربنا، ونربط قلبها به، ولا نتركها حتى تصل إلى سن 15 عامًا ومن ثم نقول لها: تحجبي، لأنها تشعر وقتها بأنها تريد أن تشعر بأنها بنت، والناس ترى شعرها، ولا تشعر بالرضا التام عند أمرها بارتداء الحجاب.
هناك شق يقع عليها، وشق يقع على الأب والأم، وبالتالي لا يمكن أن يجبر الأب والأم البنت على ارتداء الحجاب، لأنها قد ترتديه أمامه وبعدما تخرج من البيت تخلعه والأفضل أن يغرس فيها حب الطاعة والاقتناع بها وطالما اقتنعت ستفعل هذا بنفسها.
هل من الصحيح الإجبار على الحجاب؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل من الصحيح الإجبار على الحجاب؟".
وأجاب الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الحجاب فريضة لمن بلغت، وتركه حرام شرعًا، وعلى الأم المسلمة تربية الأبناء بحكمة ولين لا سيما البنات، وتعويدهُن على ذلك من الصغر حتى لا يكبرن فيصير الأمر ثقيلاً عليهن، فمسألة ارتداء الحجاب تحتاج إلى حكمة ولين دون ترهيب أو إكراه فيه.
اظهار أخبار متعلقة
السن الشرعية لارتداء الفتاة الحجاب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "متى ترتدي ابنتي الحجاب، وما السن الشرعية لارتداء الفتاة الحجاب؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
حجاب المرأة المسلمة فرضٌ على كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهي السن التي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء القَدَمَين في جواز إظهارهما.
ارتداء الحجاب مرتبط بالبلوغ، وما قبله فالبنت غير مكلفة بالصلاة والصيام والحجاب، والبلوغ ليست له سن محددة، إذ يبدأ من سن 9 سنوات فى بعض البيئات الحارة، ويمكن أن يتأخر فلا تأتى الدورة الشهرية حتى سن 15 سنة هجرية، وذلك نتيجة وجود خلل هرمونى، وعندها تعتبر بالغة؛ لأن البلوغ يتحدد بأمرين: الحيض، والسن 15 سنة.
ومطلوب من ولى الأمر تعويد الأبناء على الطاعات مبكرا قبل الدخول فى سن التمرد، ومن ذلك الصلاة والصيام والحجاب، ولكن دون ضغط أو حرمان من حق الاستمتاع بطفولتها وعمرها الطبيعى مثل قريناتها، وذلك بالاقتداء والتدرج والتحبيب بحيث تصل سن البلوغ وقد اعتادت عليه دون قهر أو إجبار.
من الأدلة القاطعة على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة قول الله سبحانه وتعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" [النور: 31]؛ قال الإمام القرطبي في "الهداية إلى بلوغ النهاية" (8/ 5071): [أيْ: وليلقين خمرهن، وهو جمع خمار على جيوبهن، ليسترن شعورهن وأعناقهن].
ومن الأدلة أيضًا حديثُ أنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها بِعَبْدٍ كَانَ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا، قَالَ: وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَوْبٌ؛ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا تَلْقَى قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ، إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلَامُكِ" رواه أبو داود.
فهذا الحديث صريحٌ في وجوب تغطية الرأس؛ لتحرُّج السيدة فاطمة رضي الله عنها من كشف رأسها حتى تغطي رجلها، ولو كان أحد الموضعين أوجب من الآخر في التغطية، أو كانت تغطية أحدهما واجبة وتغطية الآخر سنة، لقدَّمَتِ الواجبَ بلا حرج.
اقرأ أيضا:
النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟حكم خلع الحجاب أمام الخاطب؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "ما حكم خلع الحجاب بالنسبة للفتاة البالغة؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
إن الله أمر المرأة والفتاة التي بلغت الحُلم، بارتداء الحجاب وستر عورتها التي تشمل جميع جسدها فيما عدا الوجه والكفين.
الله تعالى أنزل من فوق سبع سماوات قوله: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن.. الآية".
وكشف المرأة أو الفتاة البالغة شيئًا من عورتها، حرام شرعًا. يقول تعالى: "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (14)النساء.
خلع الحجاب للقواعد من النساء
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل يجوز خلع الحجاب للقواعد من النساء؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
القواعد من النساء من وصلن إلى سن كبيرة جدًا، بحيث لم يعدن محل رغبة ومطمعا للرجال، كمن بلغت 70 أو 80 عامًا، وانقطعت عندها الرغبة في الزواج، وهذه أحوال يمر بها الجميع.
من بلغت سنا كبيرة، وكانت ذات هيئة وجمال ينجذب إليه الرجال؛ لا تخلع الحجاب، وتخلع الحجاب من لا ترجو نكاحًا، ولو استمرت في ارتداء الحجاب؛ فهذا أفضل".
يقول تعالى: "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (60) النور.