عزيزي المسلم، هناك ثلاث حقائق عن السعي يجب عليك أن تعرفها جيدًا، ( لا يمكن لأي سعي أن يذهب سدى.. وأن الله عز وجل سيحاسبنا على هذا السعي .. وأن هذا السعي بالتأكيد ستشعر به وبنتيجته سواء الآن أو لاحقًا لأنه أمر عادل ).
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ».
الله عز وجل جعل لقاءه مرتبطاً بالسعي والعمل الصالح، أما أن يتمنى الإنسان الأماني الحسان، دون أن يقدم العمل المكافئ، فهذا استهزاء بالحق، فاليهود والنصارى كما قص الله علينا من قصصهم في القرآن، أصيبوا بمرض الأماني والتمنيات، « وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى » (البقرة: 111)، فرد الله تعالى عليهم بقوله « تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ » (البقرة: 111)، لكن العبد المسلم عليه أن يوقن في السعي ونتائجه، طالما كان مع الله وفي طريق الله عز وجل وفقط.
ليس بالأماني
عزيزي المسلم، مسعاك هو الذي يمنحك كل النجاحات في الدنيا، وبالتالي التوفيق في الآخرة والفوز بالجنة، بينما الأماني دون عمل لن تمنحك سوى ضياع الوقت دون داعٍ، وفي ذلك يقول الله عز وجل: « لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا » (النساء: 123).
إذن ليس الجزاء تابعًا لأماني الناس وما يشتهون، بل هو أمر مقدر من الله العلي القدير تقديرا بحسب الأعمال، قال تعالى يوضح ذلك: « وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا » (النساء: 124).
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةثلاث بعد الموت
أيضًا في السعي يستفيد الإنسان بثلاث أمور بعد وفاته، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم ينتفع به».
هذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله، كما جاء في الحديث: « إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه »، ومن ثم على الإنسان أن يكد ويتعب ليحصل على ما يريد، لأن الله مع المتوكلين وليس المتواكلين، فالمتوكلون أناس خرجوا للعمل معتمدين على الله في كل شيء، بينما المتواكلون أناس ناموا عن العمل ونسوا دورهم في الحياة وتصوروا أن الله سيرزقهم وهم نائمين دون عمل، ومن ثم كانت فكرتهم باطلة لاشك.