حذر باحثون أوروبيون من أن النقص الشديد في الحديد وهو عنصر حيوي للصحة قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.

وقالوا إن حوالي 1 من كل 10 حالات جديدة من أمراض القلب لدى الأشخاص في منتصف العمر يمكن الوقاية منها إذا كان لديهم مستويات كافية من الحديد في وجباتهم الغذائية.

شملت الدراسة أكثر من 12000 رجل وامرأة أوروبيين بمتوسط عمر 59 عامًا، واستمرت على مدار ما يقرب من 13 عامًا. وكان ما يقرب من ثلثي المشاركين في بداية الدراسة يعانون مما يسمى نقص الحديد الوظيفي.

وقال الباحث الرئيسي، الدكتور بنديكت شراج من قسم أمراض القلب التداخلية في المركز الطبي الجامعي في هامبورج بألمانيا، إن هذا يعني أن لديهم ما يكفي من الحديد، ولكن ليس كافيًا في الدم لكي يعمل الجسم بشكل صحيح.

وأضاف إن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وكانوا أكثر عرضة للوفاة خلال السنوات الـ 13 المقبلة.

خلال سنوات الدراسة، مات 18 في المائة من المشاركين، 5 في المائة منهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تم تشخيص 9 في المائة بأمراض القلب و6 في المائة بالسكتة الدماغية.

ووجد الباحثون، أن نقص الحديد مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 24 في المائة، وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 26 في المائة، وزيادة خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 12 في المائة، مقارنة بعدم وجود نقص في الحديد.

اظهار أخبار متعلقة

وعندما قام الباحثون بحساب تأثير نقص الحديد على مدى 10 سنوات، وجدوا أن 5 في المائة من جميع الوفيات، و 12 في المائة من وفيات القلب والأوعية الدموية، و11 في المائة من التشخيصات الجديدة لأمراض القلب يمكن أن تُعزى إلى نقص الحديد، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة الجمعية الأوروبية لأمراض القلب.

وقال شراج وفقًا لوكالة "يو بي آي": "تستند نتائجنا إلى دراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي يمكنها فقط الإبلاغ عن الارتباطات، وليس على السببية".

العلاقة بين نقص الحديد وأمراض القلب

والعلاقة بين نقص الحديد وأمراض القلب غير واضحة. لكن شراج قال إن الحديد ضروري لتحقيق التوازن في الجسم واستقلاب الطاقة، وهو ما قد يكون رابطًا محتملاً.

وأضاف إن الأشخاص الذين يعانون من نقص في الحديد عادة لا يستهلكون ما يكفي من المعادن في نظامهم الغذائي أو لا يستطيعون معالجة الحديد الذي يحصلون عليه.

تشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم وبيض الدواجن والمأكولات البحرية، بما فيعا التونة والاسكالوب وخضروات الروبيان مثل السبانخ والبطاطا الحلوة والفاصوليا، وفقًا للصليب الأحمر الأمريكي.

تشمل المصادر الغذائية الجيدة الأخرى الخبز والمكرونة المدعمة والفواكه مثل الفراولة والبطيخ.

وتابع شراج: "تلعب مكملات الحديد في حد ذاتها دورًا ثانويًا، طالما أن الامتصاص الإجمالي كافٍ. ومع ذلك، قد لا يتمكن بعض الأفراد من امتصاص ما يكفي من الحديد عبر الأمعاء. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، قد يكون العلاج بالحديد عن طريق الوريد خيارًا".

اقرأ أيضا:

احذر.. حرق البخور يتسبب في أمراض خطيرة

أكثر عرضة لدخول المستشفى أو الموت

ووجدت دراسات سابقة أن المرضى الذين يعانون من نقص الحديد والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية هم أكثر عرضة من غيرهم للدخول إلى المستشفى أو الموت.

وأشار الباحثون إلى أن إعطاء الحديد في الوريد يحسن الأعراض والوظيفة ونوعية الحياة لدى مرضى قصور القلب المصابين بنقص الحديد.

وقال الدكتور جريج فونارو من مركز أمراض القلب الخلقية بلوس أنجلوس، الذي لم يشارك في الدراسة، إن هناك أدلة مختلطة حول العلاقة بين الحديد وأمراض القلب.

وأضاف: "هناك أدلة التجارب السريرية التي تثبت أن المرضى الذين يعانون من قصور في القلب ونقص الحديد يستفيدون من علاج الحديد عن طريق الوريد. لا توجد بيانات قابلة للمقارنة تدعم مكملات الحديد عن طريق الفم في فشل القلب."

بالنسبة لأمراض القلب، فإن النتائج حتى الآن فيما يتعلق بمستويات الحديد ومخاطره معقدة، كما قال فونارو. وأشار إلى أن "كل من نقص الحديد والحمل الزائد له علاقة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".

وأشار إلى أنه لا ينبغي للناس أن يحصلوا على مكملات الحديد لدرء أمراض القلب، لافتًا إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، وفي النهاية، التجارب العشوائية المرتقبة قبل النظر في العلاج بأي شكل من أشكال الحديد لتعديل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".