في خطوة تمنح الأمل لملايين المرضى المصابين بالخرف ومرض باركنسون، قال العلماء إنهم تمكنوا من معرفة السبب وراء جميع الأمراض العصبية.
ويحدث الخرف ومرض باركنسون والعديد من اضطرابات الدماغ الأخرى بسبب موت الخلايا الرئيسية المسماة بالخلايا العصبية بمرور الوقت. ووجد الباحثون أن خلايا الدماغ الأخرى - المعروفة باسم الخلايا النجمية - تلعب "دورًا حاسمًا" في موتها.
عادة ما تساعد هذه الخلايا في إزالة الجزيئات السامة التي تتراكم في الدماغ بشكل طبيعي أو بعد صدمة الرأس، ويفترض أن تغذي الخلايا العصبية. لكن الاختبارات المعملية على الفئران أظهرت أن الخلايا النجمية تطلق أيضًا أحماض دهنية سامة لقتل الخلايا العصبية التالفة، مما يؤكد شكوك العديد من أطباء الأعصاب منذ سنوات.
قال كبير الباحثين، البروفيسور شين ليدلو من جامعة نيويورك: "تظهر نتائجنا أن الأحماض الدهنية السامة التي تنتجها الخلايا النجمية تلعب دورًا مهمًا في موت خلايا الدماغ".
وأضاف أن النتائج "توفر هدفًا جديدًا واعدًا لعلاج، وربما حتى الوقاية، من العديد من الأمراض العصبية التنكسية".
اظهار أخبار متعلقة
الخلايا العصبية في الدماغ
والخرف هو السبب الرئيسي للوفاة في العالم المتقدم، ويلقى باللائمة فيه على العادات الحديثة وزيادة متوسط العمر المتوقع.
ويتسابق أطباء الأعصاب لتطوير العلاجات الخاصة به، ولكنهم ما زالوا لا يفهمون تمامًا بعض الجوانب الرئيسية للمرض، مثل ما الذي يسبب المرض في بعض الحالات.
وتحافظ الخلايا النجمية على تغذية الخلايا العصبية في الدماغ وصحتها وتنظيم تدفق الدم، لكن علماء جامعة نيويورك يقولون إنها مسؤولة أيضًا عن قتل الخلايا العصبية المتحللة.
وأحرى الباحثون اختبارات على اثنين من الأحماض الدهنية على الفئران المصابة في الدماغ، وقاموا بهندسة نصفها لإيقاف إنتاج الأحماض الدهنية الحرة المشبعة طويلة السلسلة والفوسفاتيديل كولين، وقارنوها بالمجموعة الضابطة. في الفئران المهندسة، نجت 75 في المائة من الخلايا العصبية، بينما نجت 10 في المائة فقط من الخلايا العصبية في الفئران العادية.
الخلايا النجمية تنتج السموم
وقالت صحيفة "ديلي ميل"، إن النتائج تدعم المعتقدات السائدة بأن الخلايا النجمية تنتج جزيئًا قاتلًا للخلايا العصبية "لإزالة" الخلايا التالفة. لكن لم يفهم الطبيعة الدقيقة لعملية الإزالة.
وليس من الواضح سبب إنتاج الخلايا النجمية للسموم، لكن الباحثين قالوا إنه من الممكن أن تكون قد تطورت لتدمير الخلايا العصبية التالفة قبل أن تلحق الضرر بالخلايا الأخرى.
كتب في مجلة "نيتشر"، أن هذه العملية المفيدة عادة يمكن أن تكون شريرة في أمراض مثل الخرف. وأضاف أن اكتشافهم هذا يمكن أن يثبت أنه رائد في الأبحاث المستقبلية لعلاج أمراض الدماغ.
لكن البروفيسور ليدلو حذر من أن التقنية المستخدمة في الفئران ليست جاهزة للاستخدام على البشر. وأضاف أن خطة الباحثين التالية هي تطوير طرق لاستخدام هذا العلاج لدى الأشخاص.
وأعلن البروفيسور ليدلو عن اهتمامه المالي بهذه الدراسة لأنه يمتلك حصة في شركة (AstronauTx)، التي تستهدف الخلايا النجمية كعلاج محتمل لمرض الزهايمر.