مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك، وأتفهم موقفك، ولكنني أيَا أستطيع تفهم مشاعرك ولدك "المراهق"، وكفى يا عزيزي، يكفيه بالفعل "مراهقته"، وكما تعلم فالمراهقة من "الرهق" وهو شدة التعب للشخص ومن حوله.
لعلك تدري أن ولدك في مرحلة تغييرات عظيمة، بيولوجيًا، ونفسيًا، لدرجة أن العلماء قالوا أن دماغ المراهق يطاله التغيير، لا يوجد شيء لدى ولدك يا عزيزي كما ذكرت لك لا يطالع تغييرات عنيفة، مذهلة.
سرعة انفعال المراهق، وسهولة استشارته عصبيًا هي واحدة من هذه التغييرات، أضف لها الضغط النفسي الذي سببه "الطلاق" كتغيير في الحالة الاجتماعية، وطبيعة العلاقات داخل الأسرة، فالطلاق يا عزيزي يزلزل كيان الأبناء، مهما كانت مرحلتهم العمرية، زذ على هذا معاصرة ولدك للخلافات السابقة على الطلاق التي أدت إلى استحالة العشرة كما ذكرت، فهذه وحدها مرحلة عصيبة يمر بها الأبناء بدون أن يشعر الآباء، وتفعل بهم الأفاعيل.
أرجو ألا تستهين بهذا كله يا عزيزي، فولدك مهما قال، يحتاج منك إلى احتواء، وتفهم، وإلتماس الأعذار، وما حدث طبيعي، نعم، من الطبيعي أن ينفعل من أجل والدته، وأن ينحاز، وأن يشعر بالغضب، والظلم، إلخ.
هذه مشاعره، ولا يجب أن نملي على أبنائنا مشاعرهم، وما يجب وما لا يجب، بل نقبلها، ونحتويها، خاصة لو كانت غير مستقرة، تبعًا لمرحلة المراهقة، فولدك سيتغير، نعم، سيتغير في مشاعره، وأفكاره، ونظرته للحياة، وللمواقف، والأشخاص، وكل شيء، فحالته هذه مؤقتة، ومن ثم دعه يعبر عن مشاعره مهما كانت فهذا صحي وخير له، ولك، وللعلاقة بينكم.
ما هو مطلوب منك يا عزيزي أن تقبل مشاعر ولدك، وأن تتفهمها، وأن تحتويه، وتقابله بشخصية الأب الناضج، الراشد، الحكيم.
أعرف أن الأمر صعب، لكنه ليس مستحيلًا.
كدك من أجل أطفالك، هو حقهم عليك، وواجبك نحوهم، وهو مقتضى الأبوة، والقوامة، واتلمسئولية، والرجولة، وسيدرك ولدك قيمة ما فعلت، وتفعل، لاحقًا، فلا تتعجل.
دع عاصفة ولدك وغضبه يمر يا عزيزي، واستمر في إحسانك إليه وإخوته، والقيام على أمرهم، بدون انتظار الأجر منهم، ولا المحمدة، فهذا هو ما سيشعرهم بك، وبحنانك، وحبك لهم، بدون شروط.
دع أبناءك يحبونك، ويحبون والدتهم، فهذا هو الصحي، أن تستمر علاقتهم بك ووالدتهم، وأن تبقى مشاعرهم تجاهك، ووالدتهم دافئة، وهذا سيحتاج منك إلى حكمة، وصبر، و ترفع، ونبل، يليق بك وأخلاقك العظيمة.
دعهم يشعرون أن الطلاق يخص علاقتك بوالدتهم، لا يخصهم هم، ولايؤثر على حياتهم، ومعيشتهم، بل على العكس، اسع كلما استطعت إلى إكرامهم، وتعويضهم.
اكسب أبناءك يا عزيزي، وركز على هذه الفكرة، بدلًا من أي شيء آخر.
صدر لهم حنانك، وحبك، واهتمامك، تجد برًا وإكرامًا واحترامًا.
ولا تنس الدعاء لهم.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟