مرحبًا بك يا عزيزتي..
قبي معك، ووالدتك.
لاشك أن أخوك، على الأغلب، كان لديه احتياجات نفسية غير مشبعة منذ الطفولة، فبدأ في حب البنات، مبكرًا جدًا، في فترة المراهقة، كما ذكرت، إذ لم تقم الأسرة بدورها في هذا الإشباع، فانطلق يبحث عنه في قصص الحب التي ذكرتيها.
أخوك "مدمن حب"، ببساطة شديدة، وسيرته تجزم بإدمانه، فهو له كالمخدر، لا يهتم بالأعراض الجانبية طويلة المدى بسببه، ولا يفكر فيها، يفكر فقط في الانتشاء الذي تحدثه العلاقة، وهذا هو سلوك المدمنين بعينه، تمامًا كمن يدمن الإباحية، والمخدرات، والجنس.
وفي حالة إدمان الحب، يكون هناك هوس بالشخص الذي يحبه، وتكون علاقاته متتالية، بدون هدنة، وكلها فاشلة، وربما يكون فيها مع شخصية تستغله، وتؤذيه، وهو لا يبالي، بل تتمحور حياته حول حبيبته تلك، وعندما يتركها يدخل في علاقة مع أخرى تملأ الفراغ، فهو لا يقوى على وجود هذا الفراغ أبدًا، بل أنه يندمج وبسرعة مع أي شخصية.
بالطبع ما ذكرته لك يبصم بالعشرة أنه سلوك إدماني، يعود سببه بحسب الاختصاصيين النفسيين لإساءات طفولة والديه، والتعرض للإهمال الشديد، وعدم الاهتمام والحب غير المشروط، في طفولته.
مدمن الحب لا يحب نفسه يا عزيزتي، ولا يقدرها، ولا يشعر بالاستحقاق، لذلك تجدينه مقيم في علاقة مؤذية وسامة، بل ويفعل المستحيل للاستمرار فيها.
الوعي النفسي، والنضج، وطلب المساعدة على يد متخصص، هي الحلول لأخيك يا عزيزتي.
إن استطعت إقناعه فخير وبركة، ويمكنك التواصل بالفعل مع معالج نفسي، ماهر، وثقة، وجهًا لوجه، ليضع معك خطة علاجية، ويرشدك إلى كيفية إقناعه بالتعافي، وخطواتك للتعامل معه، وحماية أبنائك الشباب.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.