زوجي تربى علي الفوضوية، وللأسف كبر على ذلك ومهما تحدثت وعلقت لا يتغير، المشكلة أن ابنتي تقلده أو ربما الأمر وراثة، فوضوية لأبعد حد، كيف أعلمها النظام لأنها بنت وستكون أمًا ومسؤولة عن بيت وأسرة، على الأقل يكون لديها القدرة بتنظيف منزلها لأولادها فيما بعد؟.

(ع. س)

تجيب الدكتورة وسام عزت، الاستشارية النفسية والاجتماعية:

كثير من الأمهات يعانين من فوضى وإهمال أبنائهن، وعدم ترتيبهن للأشياء الخاصة بهم في غرفهن، وخزائنهم، وقد أثبت علم النفس إن الأولاد الذين يعانون من مشاكل سلوكية يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال؛ حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم العطاء وحب الخير ومحبة الآخرين.

 ابنتك بحاجة لمن يضع لها حدودًا في كل مجالات حياتها اليومية، فهي تحتاج إلى أن تعرف متى تأكل، ومتى تستحم، ومتى تذهب إلى سريرها، وكذلك ترتيب أغراضها، هذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئًا من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي ابنتك شعور بأن هناك من يحميها ويهتم بها ويرعاها.

هناك نوعان من الأمهات، أمهات لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كل شيء، ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله، وهناك نوع آخر تثور ثائرتها فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى، وكلا الحالتين جانبهما الصواب، فالأم الأولى تنشئ طفلاً اتكاليًا، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.

اقرأ أيضا:

زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟

وإليك أهم النصائح لكي تعودي طفلك على ترتيب حجرته:

-بسطي عملية الترتيب والنظام لطفلتك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولي لها: ضعي المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمعي الكتب وضعيها على الرف ولا بأس بمشاركتِك إياها في المرات الأولى على الأقل.

-عوِديها مرة تلو الأخرى وساعديها في تعليق ثيابها التي ألقتها في زوايا الغرفة، وقولي لها: سأعلق لك ثيابك هذه المرة وساعديني في ذلك، وفي المرات اللاحقة تستطيعين أن تشجِعي طفلتك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة "يلا يا بطلة، أنت تستطيعي أن ترتِبي غرفتك كما فعلت المرة الماضية بنجاح".

-شجعي طفلتك على احترام النظام والترتيب وقولي لها "إذا استيقظت وجهَزت نفسك باكرًا للمدرسة، ورتبتي غرفتك، فأنك تستطيعين اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة".

 -حاولي أن تتحمل طفلتك بمفردها مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضها، بعد أن تحددي لها أهداف هذا العمل، وما ينتظر منها أن تعمله.


- اظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازها العمل، وذلك بحزم ولطف معاً، ودربيها على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤون.