أخبار

طلوع الشمس من مغربها هل يعني تعظيم الحضارة الغربية؟

فوائد مذهلة للتوت الأزرق.. يحسن ضغط الدم ويقوي الذاكرة

5 نصائح لا تفوتك لإنقاص الوزن والحفاظ عليه للأبد

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تشكر الناس بطريقة تجعلهم أسرى في خدمتك؟

عجائب بني إسرائيل.. أغرب النهايات في قصة العجوزين

تعلم من رسولنا المصطفى كيف تتعامل مع أزمة زيادة مصروف البيت

لماذا المؤمن في مأمن من الخوف؟ وكيف يتعامل مع الحزن؟ (الشعراوي يجيب)

7طاعات عليك الالتزام لتصل إلى مرتبة الأدب مع الله .. خلق الأنبياء وجوهر العبودية

تعرف على ما ورد عن النبي في تسوية الإمام للصفوف قبل الصلاة

ضعيف أمام نفسك.. كيف تنجو من شهواتها وتواجه ضعفك؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 05 مايو 2024 - 06:14 ص

ليس هناك أضعف من الإنسان في مواجهة شهواته، حينما ينفرد به الشيطان، فتصور أنك إنسان أعزل بلا سلاح وخرج عليك في الطريق لص مسلح، ماذا سيفعل بك، بالتأكيد إما أنه سيتمكن من قتلك والفرار بما معك من أموال، أو على الأقل سيحصل منك على ما يريده مقابل عدم التعرض لك تحت ضغط وتهديد السلاح.

كيف ينفرد بك الشيطان؟


ولعلك سمعت يوماً حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه )، أي (طرقه كلها).

 ولعلك سمعت كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد).

وسمعت أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم :(إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).

ويقول الله تعالى: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير )) [فاطر:6].

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين لنا مدى حقد الشيطان وكراهيته للإنسان، بل وحرصه على إفساده وإضلاله، وهذا كله يجعلك في غاية الانتباه واليقظة؛ لأن عدوك أقسم بعزة الله على أن يفسد الناس جميعاً ويوقعهم فيما حرم الله.

وها أنت الآن قد استجبت له وضحك عليك وصرفك عن الحق والطاعة، وجعلك مطيعاً له في معصية ربك ومولاك، ولذلك كلما تبت وتوقفت عن المعصية وصممت على عدم العودة إليها جاءك، وضحك عليك وأوقعك مرةً أخرى في معصية ربك.

والسبب الرئيسي في ذلك أنك لم تنتبه لتذكير الله لك بعداوة الشيطان وكيده ومكره بك، وهذه التصرفات التي تفعلها كلها من إغواء الشيطان وكيده أن يدمرك ويضيع وقتك في معصية الله، ويصرفك عن الحق الذي رسمه الله لك، وطريق الجنة وأن تحشر مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، حتى تتحول إلى مسلم بائس يائس فاشل لا تستطيع أن تجد قوت يومك أو أن تعيش عيشة محترمة، .

ونفسك التي تحثك على العودة إلى المعاصي والغفلة وما كنت عليه - إنما هو أمر طبيعي جدّاً، حيث يعز على الشيطان أن تترك ما كنت فيه من البعد عن الله تبارك وتعالى وأن تصبح عبداً صالحاً، ولذلك يستخدم كل الوسائل للضغط عليك، ونفسك التي بين جنبيك هي عدوك الأول؛ لأن النفس كما قال الله تبارك وتعالى على لسان امرأة العزيز: ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي))[يوسف:53].

والنفس البشرية لو أن الإنسان أطاعها لأوردته الموارد وأنزلته المهالك لأنها لا تريد أن تستقيم لله على طاعة ولا أن تُحيي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنة، ولذلك ستظل فترة في هذا الصراع ما بين الخير والشر؛ لأن في قلبك الآن داعٍ يدعوك إلى الخير ويذكرك بالله تعالى ويحرص على استقامتك، وهناك داع النار - الشيطان والنفس والهوى - التي تدعوك إلى فعل ما يغضب الله تعالى.

ولكن مع استقامتك واستمرارك في طاعة الله تعالى وحرصك على مرضاة الله عز وجل وحرصك على أن تلجأ إلى الله في كل صغيرة وكبيرة سوف تقل هذه النزعة وتنطفئ هذه النار مع الأيام بإذن الله تعالى، وكلما ازددت طاعة وقرباً من الله وأُنساً به واستقامة على منهج الله كلما ازداد ضغط الشيطان عليك؛ لأنه ما زال لديه أمل أن يردك مرة أخرى إلى ما كنت عليه من المعاصي.

اقرأ أيضا:

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تنجو من شرك الشيطان؟


أولا: لا تجلس وحيدا في أي مكان تجد فيه المعصية سهلة غير عصية عليك، لأنه بالتأكيد سينفرد بك الشيطان، وسيسهل لك الحرام، وسيثقل عليه بوساوسه، وإذا وجدت نفسك أن الفرصة متاحة أمامك سواء في البيت أو أي مكان للمعصية اهجر هذا المكان فورا وابحث عن صديق مخلص يذكرك بالله واقض معه هذا الوقت حتى يبتعد عنك الشيطان.

ثانيا: وحاول بكل ما استطعت من قوة، وأكثر من الطاعة والعبادة، وأضف إلى جانب الطاعة والعبادة طاعة أخرى وهي العلم الشرعي الذي يدلك دلالة قوية على الله تبارك وتعالى، ولا تلق بالاً بما يلقيه الشيطان في نفسك من الشكوك خاصة فيما يتعلق بذات الله تبارك وتعالى أو بوجوده أو في بعض الأمور الإيمانية؛ لأن هذا أيضاً من علامات صدق الإيمان (يأت الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله).

ثالثا: إذا جاءتك هذه النزغة فابصق عن يسارك واستعذ بالله عز وجل وأكثر دائماً من الاستعاذة بالله، واعلم أنك ستظل مستهدفا لفترة؛ لأنك أصبحت عدوا للشيطان بعد أن كنت جندياً من جنوده وتلميذاً من تلاميذه، ولذلك فإنه يحرص على ردك إلى حظيرته مرة أخرى، فكلما ازددت طاعة ازداد عليك ضغطاً، ولكني أبشرك أن الله معك وأن الله لن يتخلى عنك، وأن الله لن يدعك للشيطان أبداً؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: ((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ))[البقرة:257].

رابعا: اعلم أن الله معك فالجأ إليه وأكثر من التضرع له والدعاء والابتهال والبكاء بين يديه؛ لأنك الآن في نعمة عظيمة، فأنت قد فررت من الشيطان وكيده، والشيطان يعز عليه أن تكون من أهل الجنة، فاجتهد واثبت، وإياك والعودة إلى الوراء مرة أخرى لأن الشيطان يريد منك ولو شيئاً بسيطاً، ولذلك اجتهد كلما سولت نفسك لفعل المعصية أن تقابلها بطاعة، فافعل عكس مرادها، واعلم أنها فترة بسيطة وسوف تنتهي هذه الحرب بإذن الله تعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: ((وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا))[الإسراء:81]، ويقول: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ))[الرعد:17].

خامسا: لا تركن إلى نفسك أبداً، وكلما دعتك إلى نظرة فاعلم أن هذه النظرة بداية العودة إلى المعصية، فأغلق عينيك عن الحرام واستعن بالله عز وجل وأكثر من الاستعانة به، واصرف بصرك لأن معظم النار من مستصغر الشرر، والمعاصي الكبرى تبدأ بمعاصي صغرى، وجريمة الزنا التي هي من أعظم الجرائم بدايتها نظرة، والنظرة صغيرة ولكنها صغيرة تؤدي إلى قعر جهنم، فلا تعط أبداً للشيطان فرصة أن ينال منك، فأكثر من قيام الليل، وأكثر من صيام التطوع إن استطعت، وأكثر من قراءة القرآن، وأكثر من الاستغفار، وأكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل)، وحافظ على أذكار الصباح والمساء.

سادسا: تسلح بقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن من فوائد هذه الكلمة أنها تكون حرزاً من الشيطان يومك ذلك حتى تمسي، فالغلبة لك والنصر لك، والله معك يؤيدك ويسددك ويوفقك، فأنت لست في الميدان وحدك وأنت لست في المعركة وحدك، واعلم أن الله لن يتخلى عنك ما دمت تلجأ إليه وتطلب منه العفو والنصر والتأييد، وما دمت حريصاً على طاعته؛ لأن الله قال: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))[الروم:47]، وقال أيضاً: ((كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ))[يونس:103]، فأبشر واصبر واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً، واعلم أن كل آتٍ قريب والبعيد ما ليس بآتٍ، وعمَّا قريب ستنتصر وستستريح بإذن الله تعالى من تلك الهموم وتصبح عبداً ربانيّاً.

سابعا: لن يتوقف عنك كيد الشيطان ولكنك ستصبح قوياً تستعصي على الشيطان، ولن تستطيع نفسك أن تسول لك بما تفعله معك الآن لأنك في مرحلة امتحان واختبار، فاثبت ثبتك الله، ووفقك الله، ودعواتي لك من أعماق قلبي أن يثبتك الله وأن يوفقك وأن يمدك بمدد من عنده وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يجعل لك على الخير أعواناً.

ثامنا: صحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والإكثار من قراءة القرآن والاستغفار، والصلاة على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الذكر حصن حصين من كيد الشيطان الرجيم، فأكثر من ذكر الله، واعلم أنك إن ذكرته ذكرك، والله تبارك وتعالى يتولى الصالحين، مع تمنياتي لك بالتوفيق.



الكلمات المفتاحية

كيف تنجو من شرك الشيطان؟ كيف ينفرد بك الشيطان؟ ضعف الإنسان في مواجهة شهواته

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ليس هناك أضعف من الإنسان في مواجهة شهواته، حينما ينفرد به الشيطان، فتصور أنك إنسان أعزل بلا سلاح وخرج عليك في الطريق لص مسلح، ماذا سيفعل بك، بالتأكيد