مرحبًا بك يا عزيزتي..
فاشلة، مطلقة بائسة، وحيدة، هذه هي أحكامك أنت على نفسك، وخذلانك لها فمن يأتي ستأتيها القوة ؟
قلبي معك، وأقدر مشاعرك وأتفهم موقفك، ولكن فيم جلد الذات هذا على علاقة زوجية يبدو أنها لم تكن سوية، بل علاقة مشوهة، وسامة، ومؤذية لجميع الأطراف بما فيهم الأبناء؟
الفشل يا عزيزتي والنجاح في العلاقات خاصة العلاقة الزوجية لها طرفان مسئولان عنها وليس طرف واحد.
الحل هو ألا ترضين العيش في ثوب الضحية أبدًا، وهذا لمصلحتك ومصلحة أولادك، فكما تكون الأم يكون الأبناء بعد الطلاق، إن قوية فأقوياء وإن منسحقة ومهزومة وهشة فهم كذلك.
لقد أطلق سراحك بعد 16 سنة وهي فترة طويلة جدًا كفيلة بالسحق والتهشيم لذاتك، لذا فهذه الذات تنتظرك لكي تردي لها اعتبارها، واحترامها، وحريتها، وتقديرها، والاهتمام بها، وقبولها، ورعايتها، وهذا كله يمكنك فعله بعد أن تغلقي الباب ويذهب أولادك لقضاء بعض الوقت مع والدهم.
أنت محتاجة إلى "القبول" للوضع الجديد، وأنه قضاء الله الذي فيه الخير، وهو يعلمه بحكمته، والتفكير بشأنه بشكل إيجابي، وعدم التفكير إلا في نسختك الجديدة المتعافية من آثار علاقة سامة، والبدأ في صفحة جديدة ليس فيها "مؤذي"، وهذه في حد ذاتها نعمة كبيرة، تستحق الشكر لله والامتنان كل يوم وكل لحظة.
أنت أم ، وأنت انسان، وتستحقين كل الخير، والاحترام، والاهتمام، والتقدير، ولابد أن تمنحي لنفسك هذا كله، فما لا نمنحه لأنفسنا يا عزيزتي لا يمكن أن يمنحه لنا الآخرين.
اعتبري هذا الوقت الذي يذهب فيه أولادك إلى والدهم هو وقتك الخاص للاستمتاع بما تحبين فعله، وخططي لقضائه بشكل يمنحك النتعاش والتجديد حتى يمكنك اكمال مسيرتك التربوية ورعاية أولادك بعد عودتهم، وتذكري أن العبء ثقيل ويحتاج إلى "شحن" فاعتبري هذه الفترة للشحن والتجهز النفسي.
عزيزتي، عيشي هنا والآن، فقد منحك الله براءة وحرية من أغلال علاقة مستنزفة للعمر والطاقة والصحة، فاستثمري في نفسك ، واشكري هذه النعمة ولا تهدريها في التفكير في شخص مؤذي حتى ولو كان أبو أولادك، فقد أصبح "ماضي" ونحن لا نعيش في الماضي بل نوصد تجاهه الأبواب ونسعد بلحظاتنا الحاضرة، ونأمل خيرًا في مستقبلنا.
فكري في هذا الكلام جيدًا يا عزيزتي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.