كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية هم أكثر عرضة لأن يكون أجدادهم مصابين بالخرف.
وقال العلماء إن الأقارب الأكبر سنًا للأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بما في ذلك الآباء والأجداد، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 34 في المائة.
وحلل الباحثون في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، بيانات من ثلاثة ملايين شخص ولدوا في السويد بين عامي 1980 و 2001، وبحثوا عن الروابط بين نسبة الثلاثة في المائة الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والظروف الصحية التي يعاني منها أقاربهم الأكبر سنًا.
وفي حين أن العلماء لم يتمكنوا من تأكيد وجود صلة مباشرة، إلا أنهم يشيرون إلى أن نمط الجينات غير المكتشف قد يكون له دور في ذلك، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وسبق أن أشارت دراسة في الأرجنتين إلى أن البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هم أكثر عرضة للإصابة بنوع شائع من الخرف التنكسي أكثر بثلاث مرات من غيرهم.
وأكد الباحثون الرابط خلال دراسة أجريت على 360 مريضًا يعانون من الخرف التنكسي و 149 عنصر تحكم صحي، يقابلهم العمر والجنس والتعليم. يتألف مرضى الخرف من 109 أشخاص مصابين بالخرف بأجسام ليوي (DLB) و 251 مصابًا بمرض ألزهايمر.
اظهار أخبار متعلقة
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور أنجيل جوليمستوك: "أظهرت دراستنا أن 48 في المائة من مرضى DLB - ثاني أكثر الأسباب شيوعًا للخرف التنكسي لدى كبار السن بعد مرض الزهايمر - عانوا سابقًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين".
وأضاف: "كان هذا أكثر من ثلاثة أضعاف معدل 15 في المائة الموجود في كل من المجموعة الضابطة والمجموعة المصابة بمرض ألزهايمر".
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
ويُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أحد أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعًا في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، ويمكن أن تستمر المشكلات التي يسببها، مثل صعوبة الانتباه وفرط النشاط والقيام بالأشياء باندفاع حتى مرحلة البلوغ.
يشير "اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه" إلى خلل في النمو العصبي تظهر أعراضه في ثلاثة أشكال هي انعدام التركيز، والحركة المفرطة والاندفاع، أو مزيج منهما.
ويجد المصاب بفرط الحركة صعوبة في ضبط انفعالاته المندفعة وفي الجلوس ساكنا بمكان ما، فضلاً عن سرعة التململ والميل إلى الثرثرة ومقاطعة أحاديث الآخرين، لا سيما في حالة الإناث.
أما المصاب بتشتت الانتباه فيكون عرضة أكثر من الآخرين لنسيان الأشياء، وصعوبة ترتيب الأفكار.
وعادة ما يكون التوتر، والاكتئاب، واضطراب التناسق الحركي من الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتت الانتباه.
ويفقد التلميذ المصاب بهذا الاضطراب رغمًا عنه درجات في اختبارات الذكاء أو اختبارات التقييم المدرسية، لا سيما إذا لم تكن جهة التقييم تنتهج طريقة خاصة حياله.
وأظهر استطلاع للرأي أجري عام 2016 أن هناك 63 مليون شخص حول العالم مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.