كشف باحثون عن وجود علاقة بين جودة الهواء في المكتب وإنتاجية الموظفين، موضحين أن سوء التهوية في ظل وجود تركيزات عالية من الجسيمات الدقيقة يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ لديهم، بما في ذلك أوقات الاستجابة والقدرة على التركيز.

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة "البحوث البيئية"، إن العاملين في المكاتب ذات المستويات المرتفعة من الجسيمات الدقيقة، أو الملوثات المجهرية في الهواء بسبب سوء التهوية، كان أداءهم أقل جودة في سلسلة من الاختبارات المعرفية.

وقال خوسيه جييرمو سيدينيو لوران، زميل باحث في الصحة البيئية في كلية هارفارد تي إتش للصحة العامة ببوسطن، في بيان صحفي: "تضيف دراستنا إلى الأدلة الناشئة على أن تلوث الهواء له تأثير على عقولنا".

علاوة على ذلك، أضاف المؤلف المشارك في الدراسة: "أكدت الدراسة أيضًا كيف تؤثر معدلات التهوية المنخفضة سلبًا على الوظيفة الإدراكية".

شملت الدراسة التي استمرت لمدة عام، 300 مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عامًا يعملون في مكاتب في ستة بلدان، من بينها الولايات المتحدة.

عمل المشاركون في الموقع ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع في مجموعة متنوعة من الصناعات، من بينها الهندسة والاستثمار العقاري والهندسة المعمارية والتكنولوجيا، وفقًا للباحثين.

قام الباحثون بتجهيز محطات عمل المشاركين بجهاز استشعار بيئي يراقب في الوقت الحقيقي تركيزات الجسيمات الدقيقة، بالإضافة إلى درجة حرارة الغرفة والرطوبة النسبية.

اظهار أخبار متعلقة

إنتاجية أقل 

كان لدى المشاركين تطبيق مصمم خصيصًا على هواتفهم يتم من خلاله إجراء الاختبارات والاستطلاعات المعرفية، كما قال الباحثون.

وطلب الباحثون من المشاركين في الدراسة، المشاركة في الاختبارات والاستطلاعات في الأوقات المحددة مسبقًا أو عندما اكتشفت المستشعرات البيئية مستويات الجسيمات الدقيقة التي انخفضت أو تجاوزت عتبات معينة.

وطلب أحد الاختبارات من الموظفين تحديد لون الكلمات المعروضة بشكل صحيح، وتم استخدامه لتقييم السرعة المعرفية والتحكم المثبط، أو القدرة على التركيز على المحفزات ذات الصلة عند وجود محفزات غير ذات صلة أيضًا.

يتكون الاختبار الثاني من أسئلة حسابية أساسية واستخدم لتقييم السرعة المعرفية والذاكرة العاملة.

وأظهرت البيانات أن الزيادات في مستويات الجسيمات الدقيقة قللت من أوقات الاستجابة في الاختبار الأول بنسبة تصل إلى 6 في المائة وفي الاختبار الثاني بنحو 2 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أثر ارتفاع الجسيمات الدقيقة سلبًا على دقة الاختبارات القائمة على اللون، كما قال الباحثون.

مع زيادة التركيزات الملوثة، أكمل المشاركون عددًا أقل من الأسئلة بشكل صحيح في كلا الاختبارين خلال الفترة الزمنية المحددة، وفقًا للباحثين.

سوء التهوية

تشير الأبحاث إلى أن تلوث الهواء من الخارج يمكن أن يخترق ويتراكم في البيئات الداخلية بسبب سوء التهوية.

نتيجة لذلك، قد يتعرض الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في هذه البيئات، مثل العاملين في المكاتب ، لكميات أعلى من المتوقع من الجسيمات الدقيقة.

تشير الدراسات السابقة إلى أن التعرض لهذه الملوثات قد يؤدي إلى تلف كبير في الدماغ ويؤثر على الوظيفة الإدراكية.

على سبيل المثال ، وجدت دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة "آفاق الصحة البيئية"، أن التعرض حتى لكميات صغيرة من الجسيمات الدقيقة في الهواء يزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف .

قال سيدينيو لوران: "تظهر النتائج أن الزيادات في مستويات الجسيمات الدقيقة كانت مرتبطة بانخفاض حاد في الوظيفة الإدراكية. إنها المرة الأولى التي نشهد فيها هذه الآثار قصيرة المدى بين البالغين الأصغر سنًا".

وأضاف: "بشكل عام، تشير الدراسة إلى أن نوعية الهواء الداخلي الرديء تؤثر على الصحة والإنتاجية بشكل ملحوظ أكثر مما كنا نفهمه سابقًا".