حذرت الشريعة من النفاق، وبغضت من أن يكون الرجل صاحب وجهين، بينما حثت على ضرورة معايشة الناس وأن يداريهم الشخص، لتستقيم الحياة وتسلم الصدور.
الفرق بين المدارة والمداهنة:
والفصل بين المداراة والمداهنة هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم بلزوم المداراة من غير عيب في الدين من جهة من الجهات فمتى ما تخلق المرء بخلق شابه بعض ما كره الله منه في تخلقه فهذا هو المداهنة.. والمداراة تدعو إلى صلاح أحواله ومن لم يدار الناس ملّوه.
1-عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مداراة الناس صدقة.
2- من الأسلم والأهم في الحياة الزوجية التغاضي ،قال أبو الدرداء لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق.
3- العاقل يجب أن يلزم المداراة مع من دفع إليه في العشرة من غير ارتكاب المداهنة إذ المداراة من المُدارِي صدقة له والمداهنة من المُداهن تكون خطيئة عليه.
4- وذكر الثوري عن ابن الحنفية: قال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يأتيه الله منه بالفرج أو المخرج.
5- وقال الإمام أبو حاتم الدرامي: الواجب على العاقل أن يداري الناس مداراة الرجل السابح في الماء الجاري ومن ذهب إلى عشرة الناس وفق أخلاقه، كدّر على نفسه عيشه ولم تصف له مودته لأن وداد الناس لا يستجلب إلا بمساعدتهم على ما هم عليه إلا أن يكون إثما.
6- وقال الحسن البصري: يا ابن آدم اصحب الناس بأي خلق شئت يصحبوك عليه.
7- وذكر معاذ بن سعد الأعور قال:كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث فعرض رجل من القوم في حديثه قال فغضب وقال ما هذه الطباع إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به فأريه كأني لا أحسن منه شيئا.
8- فمن التمس رضا جميع الناس التمس مالا يدرك ولكن يقصد العاقل رضا من لا يجد من معاشرته بدا وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها واستقباح أشياء كان يستحسنها ما لم يكن مأثما فإن ذلك من المداراة .. وما أكثر من دارى فلم يسلم فكيف.. توجد السلامة لمن لا يداري؟
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟