توصلت دراسة حديثة إلى أن تأجيل التقاعد لبضع سنوات قد يساعد كبار السن على الاحتفاظ بقدر أكبر من حدة ذهنهم، ويحميهم من الإصابة بالخرف.

وباستخدام بيانات أكثر من 20 ألف أمريكي من كبار السن، قدر الباحثون أنهم إذا ما انتظروا حتى سن 67 للتقاعد، فإن صحتهم المعرفية الجماعية ستستفيد جراء ذلك.

وتشير الأبحاث إلى أن العديد من العوامل على مدى العمر - من مستوى التعليم إلى عادات ممارسة الرياضة إلى صحة القلب - يمكن أن تؤثر على معدل التدهور المعرفي للشخص، وخطر الإصابة بالخرف، في وقت لاحق من الحياة.

وفي الدراسة، أراد الباحثون تقدير التأثير المحتمل للتقاعد اللاحق على الأداء الإدراكي للناس.

من الناحية النظرية، فإن قضاء المزيد من السنوات في الوظيفة سيكون وقائيًا، كما أوضح الباحث الرئيسي جو مهيري هيل من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، لأن "أولئك الذين يستمرون في العمل" مجبرون"، على سبيل المثال، على البقاء على اتصال معرفي، بينما قد يختار المتقاعدون الانخراط في أنشطة معرفية، ولكن ليس بالضرورة".

وأجرى الباحثون دراستهم على أكثر من 20 ألف أمريكي تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا شاركوا في مسح صحي طويل الأمد يسمى دراسة الصحة والتقاعد، تضمن أسئلة قياسية تقيس الذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى.

كان العديد منهم لا يزالون يعملون، على الأقل بدوام جزئي، بينما كان حوالي 45 في المائة متقاعدين.

وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة (SSM Population Health)، استخدم الباحثون، طرقًا إحصائية لتقدير ما يمكن أن يحدث إذا أُجبر جميع المشاركين في الدراسة على تأخير التقاعد حتى سن 67 على الأقل.

العوامل المؤثرة على الصحة الإدراكية للشخص وسن التقاعد

في الحياة الواقعية، هناك مجموعة كاملة من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الصحة الإدراكية للشخص وسن التقاعد. وقد يتقاعد بعض الناس في وقت مبكر بسبب تراجع حدة الذهن لديهم.

قال هيل إن الدراسة فحصت "عددًا كبيرًا من عوامل مسار الحياة"، مما سمح للباحثين بتفسير بعض هذا التعقيد.

اظهار أخبار متعلقة

وازن الباحثون عوامل مثل مستويات التعليم، دخل الأسرة في مرحلة الطفولة، والظروف الصحية الحالية، مثل مرض السكري وأعراض الاكتئاب وأمراض القلب، وما إذا كانت أطول وظيفة عملوا فيها مهنية أو "غير مهنية" - مثل العمل اليدوي.

في النهاية، قدر الباحثون أن تأخير التقاعد حتى سن 67 أو أكثر سيساعد الناس على الاحتفاظ ببعض الحدة العقلية. في المتوسط، إذ خسرت المجموعة حوالي نقطة واحدة في درجاتها المعرفية بين سن 61 و 67، مما أدى إلى تأخير التقاعد، كما قدر الباحثون، يمكن أن يقلل ذلك بمقدار الثلث.

وجد الباحثون أيضًا أن الاستحقاق يمكن أن يستمر لمدة خمس سنوات على الأقل بعد التقاعد. لم يكن ذلك لأن سنوات العمل الإضافية قدمت قوة عقلية إضافية. والسبب في ذلك كما قال الباحثون هو أن التقاعد المبكر كان مرتبطًا بتدهور معرفي أسرع.

فهل يجب أن يستمر كبار السن في ضرب عقارب الساعة من أجل حماية صحة أدمغتهم؟

الدراسة لا تجيب على هذا السؤال، بحسب كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتواصل بجمعية ألزهايمر. إذ قال سيكستون، الذي لم يشارك في الدراسة ، "إنه أمر صعب بالتأكيد أن تدرس تأثير حدث واحد فقط، مثل سن التقاعد".

على سبيل المثال، أشار إلى أن العديد من العوامل تؤثر على قرارات التقاعد للأشخاص – من بينها ما إذا كانوا يستمتعون بعملهم ويجدون أنه محفز، وما إذا كانت وظيفتهم مرهقة أو مرهقة جسديًا.

وبالمثل، قال سيكستون، هناك مجموعة من العوامل تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، من الجينات إلى الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب إلى السمنة وعدم ممارسة الرياضة.

ووافق الرأي في أن البقاء بالوظيفة قد يكون مفيدًا - إذا كان يوفر تحفيزًا عقليًا وتفاعلًا اجتماعيًا. وتشير مجموعة من الأبحاث إلى أن هذه الأشياء قد تساعد في حماية الدماغ المتقدم في السن.