توصل باحثون بجامعة كامبريدج ببريطانيا إلى أن عقار "الديسلوكين" لمرضى السرطان يمكن أن يساعد في تسريع الشفاء لمرضى الأزمات القلبية ويقلل من خطر حدوث أزمة قلبية مجددًا، لكونها تزيد من مستويات خلايا الدم البيضاء النادرة التي تحمي القلب.

ويقوم الباحثون الآن بتجربة الدواء - الذي يستخدم عادة لعلاج سرطان الجلد والكلى - على 60 مريضًا بأزمة قلبية في إنجلترا بعد أن أظهر نتائج واعدة في دراسات صغيرة.

وإذا تمت التجارب الجارية بنفس القدر من النجاح، يقول الباحثون إن العلاج يمكن أن يحدث ثورة في علاج الأزمات القلبية.

وغالبًا ما يحصل الناجون من الازمات القلبية على مزيج من عقاقير تسييل الدم، مثل الأسبرين ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، والتي تعمل على توسيع الأوعية الدموية لزيادة كمية الدم التي يمكن للقلب ضخها في جميع أنحاء الجسم.

وقد يتلقون أيضًا حاصرات بيتا، للحماية من أزمة قلبية ثانية، والستاتينات المخفضة للكوليسترول. لكن نحو واحد من كل خمسة أشخاص أصيبوا بأزمة قلبية سيتم نقلهم إلى المستشفى للمرة الثانية في غضون خمس سنوات.

يستخدم "الديسلوكين" حاليًا لعلاج الأشخاص المصابين بسرطان الكلى أو الجلد، ويعمل عن طريق زيادة عدد ونشاط خلايا الدم البيضاء التي يمكن أن تساعد جهاز المناعة على قتل الخلايا السرطانية.

واختبر العلماء بجامعة كامبريدج الدواء لأول مرة على الفئران، قبل بدء تجربة سريرية لـ 12 مريضًا بأزمة قلبية في الستينيات من العمر، بينما تلقى أربعة مرضى إضافيين علاجًا وهميًا.

وجد الباحثون أن كلاً من الفئران والتجارب البشرية على "الألديسلوكين" زادت من مستويات الخلايا المناعية التي تحمي القلب، والتي تسمى الخلايا الليمفاوية من النوع 2 (ILC2).

اقرأ أيضا:

انتبه.. قلة النوم في منتصف العمر تؤثر على صحة الدماغ

قال الدكتور تيان تشاو، المحاضر الإكلينيكي في مؤسسة القلب البريطانية في طب القلب والأوعية الدموية بجامعة كامبريدج: "في الوقت الحالي، لا توجد طريقة لوقف جهاز المناعة، الذي يتم تنشيطه بعد أزمة قلبية، من إتلاف القلب عن طريق الخطأ".

وأضاف وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "إذا أظهرت تجربتنا السريرية أن الديسلوكين يعمل بنفس الطريقة لدى البشر كما يعمل في الفئران، فمن خلال تسخير "رجال الشرطة الجيدين" في جهاز المناعة لدينا، فربما نكون قد وجدنا طريقة لمساعدة القلب على الشفاء بعد أزمة قلبية".

درس الباحثون الفئران التي لم تكن قادرة على إنتاج (ILC2)، ووجدوا أن قلوبهم لم تتعاف جيدًا بعد أزمة قلبية، لكن الفئران التي يمكن أن تنتجه قللت من تندب القلب وتحسنت وظائف القلب لديها بعد أزمة قلبية.

وأدى إعطاء جرعة منخفضة من الديسلوكين للمرضى إلى ارتفاع مستويات ILC2. وتم العثور سابقًا على خلايا ILC2 لتقليل التهاب الشرايين.

من خلال استهداف الالتهاب الناجم عن الاستجابة المناعية للجسم للنوبة القلبية، يأمل الخبراء أن الدواء سيقلل أيضًا من خطر إصابة الشخص بنوبة قلبية ثانية.

لم يتأكد الباحثون بعد من تكلفة العلاج، حيث إن الجرعة المرخصة حاليًا أعلى بـ 12 مرة من تلك الواردة في التجارب.

قال البروفيسور متين أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: "كل خمس دقائق يدخل شخص إلى مستشفى في المملكة المتحدة بسبب أزمة قلبية".

وأضاف" "بفضل الأبحاث، يمكن علاج الأزمات القلبية الآن، وسيبقى سبعة من كل عشرة أشخاص على قيد الحياة. ومع ذلك، فإن العديد من الناجين من الازمات القلبية سيظلون مصابين بأضرار في قلوبهم".