بالتأكيد كلنا يسمع عن ساعة الإجابة يوم الجمعة، لكن من منا يسمع عن ساعة الإجابة يوم الأربعاء؟، فقد جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سيدنا جابر بن عبد الله أنه قال : « دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الأحزاب يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين الظهر والعصر فعرفنا البشر في وجهه »، قال جابر: « فلم ينزل بي أمر مهم إلا توجهت تلك الساعة من ذلك اليوم فدعوت الله فأعرف الإجابة »، لكن إياك أن تنسى عزيزي المسلم اليقين في الله وقت الدعاء بأنه قادر على الإجابة من فوره، فإن الثفة في الله هي أول الطريق لقبول الدعاء ومن ثم نزول الإجابة.
ساحة الدعاء
فهيا بنا أعزائي المسلمون إلى ساحة الدعاء عسى أن يتقبل الله منا، فاللهم اقبلنا على ما كان منا واغفر لنا وسامحنا واعف عنا واصرف عنا السوء بما شئت وكيف شئت، اللهم أسبغ علينا نعمك واسبل علينا سترك واكفنا هم الرزق وخوف الخلق بجاه سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالعلماء يقولون: على كل مسلم أن يسأل الله في كل أوقاته، أما ساعة الإجابة فهي من الله، إذن نحن علينا الدعاء وهو عليه الإجابة، فلا تترد في سؤاله سبحانه ما تشاء وقتما تريد، لكن احسن الظن بالله، واحسن القول إلى الله، ترى عجب العجاب، أيضًا إياك أن تنسى الدعاء لأخيك بظهر الغيب، فإن الله يقبلها له ولك، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك، بمثل».
استجابة الدعاء
بالتأكيد كل ما يشغل المرء المسلم هو استجابة الدعاء، لكن ما لا يعلمه أن كل أدعيته إن أجابها الله عز وجل ما نقصت في ملكه شيء، بل أنه لو اجتمع كل الناس وسألوا الله عز وجل، فأعطى الله كل سائل من خلقه مسألته ، ما نقص ذلك مما عند الله، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : « يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».