أنا أم لـ٤ بنات وولد، البنات نظيفات ويهتممن بأنفسهن، إلا الولد تاعبني جدًا فوضوي بشكل غير طبيعي لا يهتم بالنظافة ولا الترتيب، لا يحمل شيئَا من مكانه، وهذا الأمر يزعجني وسبب عقابها أغلب الوقت، كيف أعدل سلوكه؟.
كثير من الأمهات يعانين من فوضى وإهمال أبنائهن، وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم، وخزائنهم، وقد أثبت علم النفس أن الأولاد الذين يعانون من مشاكل سلوكية يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال؛ حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم العطاء وحب الخير ومحبة الآخرين.
طفلك بحاجة لمن يضع له حدودًا في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه، وهذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئًا من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي ولدك شعورًا بأن هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه.
هناك نوعان من الأمهات، أمهات لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كل شيء ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله، أما النوع الآخر فتثور ثائرتها، تصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى، وفي كلا الحالتين جانبهما الصواب، فالأم الأولى تنشئ طفلاً اتكاليًا، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
وإليك أهم النصائح لكي تعودي طفلك على ترتيب حجرته:
-بسطي عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولي له، ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف ولا بأس بمشاركتِك إياه في المرات الأولى على الأقل.
-عوِديه مرة تلو الأخرى وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة، وقولي له: سأعلق لك ثيابك هذه المرة وساعدني في ذلك، وفي المرات اللاحقة تستطيعين أن تشجِعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة "يلا يا بطل، أنت تستطيع أن ترتِب غرفتك كما فعلت المرة الماضية بنجاح".
-شجعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: "إذا استيقظت وجهَزت نفسك باكرًا للمدرسة، ورتبت غرفتك، فإنك تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة".
-حاولي أن يتحمل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه، بعد أن تحددي له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله.. فيمكن أن تعلِّمي طفلك البالغ (3سنوات) أن يرفع لعبه قبل الطعام وإعادتها إلى مكانها، وترتيب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
- اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلك واحدًا منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
- اظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معًا، ودربيه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة، والتزام النظام في جميع شؤونه.