مرحبًا بك يا عزيزي..
لا أدري هل يمكنك أن تضع نفسك مكان ابنك الكبير لتشعر بمدى الانسحاق والتشوه الذي حدث لشخصيته أم لا؟!
ليس لومًا ولا توبيخًا يا عزيزي، وإنما توضيح لما حدث بسبب عدم احترام "الدور" لكل شخص فيكم، فإبنك دوره هو أن يكون "ابن" وليس خادمًا، ولا أبًا، ولا أمًا، لك أو لأخيه، بل هو دوره ابن لك وأخ لأخيه وفقط، ومن ثم حقوق وواجبات هذا الدور تختلف تمامًا عن حقوق وواجبات أي دور آخر.
لقد مسخت شخصية ولدك، هذه هي الخلاصة، ولكن ما حدث ليس نهاية العالم على قسوته، وجرمه.
التعافي لولدك مما حدث هو الحل، وهو اجراء لن تقوم به أنت بل متخصص نفسي، لابد أن يتعافي ولدك من "صدمة" فقد الأم، ثم "صدمة" تحويل دوره من ابن وأخ إلى خادم.
هذه يا عزيزي"صدمات" نفسية، وإساءات نفسية وجسدية، فهناك إجبار، وضرب، وعقوبات جسدية ونفسية، وتهديد بالحرمان من الدراسة، كل هذه الإساءات كفيلة بتشويه شخصية ولدك تمامًا، ومسخها كما هو حاصل بالفعل.
أحمد الله لك على هذا الندم، وعلو غريزك الأبوية فوق أي اعتبارات أخرى وهمية ولو بعد سنوات طويلة، فأن تأتي متأخرًا خيرًا لك من ألا تأتي.
العلاج والتعافي وحده ما سيصلح "العلاقة" ويعيدها إلى نصابها ووضعها السوي كما خلقه الله، وسيصلح "شخصية" ولدك مما أصابها من إساءات، وكذلك أخوه، حتى تعودوا معًا جميعًا في وضع سوي وصحي كأسرة.
ولدك يا عزيزي "أمانة" سيسألك الله عنها، أحفظت أم ضيعت، فكفاك تضييعًا لولدك، وأبدأ فورًا في رحلة التعافي له على يد معالج نفسي متخصص، أمين، وماهر، وربما يحتاج الأمر نفسه أخوه الأصغر ولكن بشكل مختلف، لكي يعدل فكرته تجاه أخوه ومن ثم تتغير تصرفاته وسلوكياته معه، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.