مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
بحسب الاختصاصيين التبول اللارادي لدى الأطفال الكبار يعبر عن تأزم نفسي ما، وهو في حالتك افتقاد ابنتك للأمان الأسري، وشعورها بالقلق.
بعد الطلاق يا عزيزتي يهتز كيان الطفل، ما يستدعي اليقظة والتحضير من جهة الوالدين حتى لا تحدث هذه الهزة، وتلافي آثار الطلاق الجانبية.
صحيح أن الطلاق يعالج أمر الشقاق الزواجي، ويقي كل الأطراف بما فيهم الأطفال من حياة بائسة في ظل أسرة مضطرة، كالخشب المسندة، إلا أنهم أيضًا بالطلاق يفتقدون أجواء الأسرة الطبيعية الحميمة الآمنة والدافئة، لذا لابد من التعامل والتواصل بما يعوضهم هذا كله.
عزيزتي، إذا كان النضج والمسئولية والوعي وبذل الجهد، هذه كلها مطلوب تحققها في الوالدين، فهي عند الطلاق تكون مطلوبة بشدة.
أحييك لعنايتك بابنتك وأختها، وتجنيبها أجواء الخلاف بينكما كمطلقين، وأرجو أن تكون التتمة هي عدم التحدث بسوء كلًا عن الآخر أمامها، أو تشوية الصورة، فهذا الأمر هو صمام حماية نفسية بناتك وليس ابنتك الكبرى فقط الأول.
يكون أطفال الطلاق بخير دائمًا إذا كان التعامل بين والديهم بعد الطلاق متحضر وراقي ويعمل لمصلحتهم وبدون ذلك فالإضطرابات النفسية بانتظارهم.
لم تذكري تفاصيل الخلافات وعدم التوافق قبل الطلاق وهل شهدت ابنتك في هذه الفترة عنفًا بينك وبين والدها ظاهر أو خفي أم لا، فربما حدث هذا، وتسبب في قلقها، ربما بالفعل قلقها كان سابقًا على الطلاق وزاد بعده.
المشاحنات في الحياة الزوجية سواء تم بعدها طلاق أو لا هي فترة عصيبة في حياة الطفل، وابنتك يا عزيزتي ليست صغيرة، يمكنك التحدث معها في هذا لتعبر عن مشاعرها، ولا بأس أن تتحدثي معها بدون إساء لوالدها عن عدم التوافق بينكم وأن هذا أمر غير جيد، لك ولهم.
احرصي على التأكد من عدم وجود أسباب عضوية يا عزيزتي لهذا التبول اللإرادي أولًا.
وسواء تبين وجود سبب أو عضوي أو لا، احرصي يا عزيزتي على التلامس والاحتضان مع ابنتك، والطبطبة، والطمأنة، وانتهزي هذه الفرصة وهذا الوقت المريح للحديث بهدوء وبدون مقاطعة لها أو زجر لتعبر عن مشاعرها، انصتي لها مهما كان كلامها موجع، أو غير منصف لك، وهذه هي مسئولية "الأمومة" الصعبة، ارتفعي من فضلك بأمومتك في هذه اللحظات فوق الاعتبارات الشخصية، وهذا مع ابنتك فقط، أما رفضك للإهانة أو التطاول أو التجريح من والدها مباشرة وبينك وبينه، فهو حقك.
ما دام هناك علاقة طيبة مع والدها، فلا بأس من الحديث معه حول ما يحدث لابنتك، وضرورة آداؤه لدوره الأبوي، من تواصل وطمأنة وإحتواء وسند لابنتكم.
وأخيرًا اجعلي للنوم طقوسًا لطيفة، تتضمن "حدوتة" مثلًا، غنوة هادئة تهدهدها كما كانت رضيعة، بالاضافة إلى قبلة ما قبل النوم والاحتضان.
أرجو أن تسارعي في تنفيذ هذه الخطوات، ولا بأس من طلب المساعدة النفسية المتخصصة إن عجزت وحدك عن تنفيذ أسلوب الحياة هذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكنية.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟