تمثل التهابات المسالك البولية مشكلة شائعة لملايين النساء، في الوقت الذي توصلت فيه دراسة حديثة إلى أن العديد منهن غير سعداء، لأن التشخيص والعلاج لا يزالان محدودًا لهذه الحالة المؤلمة.

كان أحد أكبر المخاوف التي وجدها الباحثون هو أن العديد من النساء يعتقدن أن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية لعلاج التهابات المسالك البولية، أو عدوى المسالك البولية، قد لا يكون الحل الأفضل.

وأشار الباحثون إلى أن أكثر من نصف النساء سيعانين من التهاب المسالك البولية في حياتهن بينما ربعهن سيعانين من التهابات متكررة.

وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة فيكتوريا سكوت، أخصائية المسالك البولية في مركز "سيدارز سيناي" الطبي في لوس أنجلوس: "هذا حقًا ما ألهمنا للقيام بهذه الدراسة... للتعمق في ذلك قليلاً وفهمه".

وأضافت إن الأطباء المتخصصين في أمراض المسالك البولية النسائية غالبًا ما يرون أكثر حالات المسالك البولية المتكررة شدة، بعد أن يخضع المرضى للفحص من قبل أطباء الرعاية الأولية.

أدت تجربة علاج النساء المصابات بعدوى المسالك البولية المتكررة إلى عقد ست مجموعات تركيز حيث سُئلت المشاركات عما يعرفنه عن عدوى المسالك البولية واستراتيجيات الوقاية والعلاج والتأثير على نوعية حياتهن.

وتوصل الباحثون إلى أن النساء المشاركات كن خائفات ومحبطات، وشعرن أن تأثير عدوى المسالك البولية على حياتهن كان أكبر مما اعترفت به مهنة الطب، وطالبن إجراء المزيد من البحث حول خيارات العلاج بخلاف المضادات الحيوية.

قالت سكوت: "أعتقد الآن أن النساء، حيث أنهن أكثر تعليمًا ويفهمن الكثير عن المضادات الحيوية والفيزيولوجيا المرضية لعدوى المسالك البولية، يطلبن المزيد من التعليم، والمزيد من تطوير خطة العمل من بل أطبائهن عندما تظهر عليهن الأعراض".

اقرأ أيضا:

طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟

هناك حاجة إلى استراتيجيات جديدة من شأنها أن تساعد في الحد من استخدام المضادات الحيوية واستهدافها، وفقًا لما ذكره الباحثون في دراستهم التي ستُنشر في عدد سبتمبر من مجلة "طب المسالك البولية" .

وأضافت سكوت، إن مجرى البول الأنثوي أقصر بكثير من مجرى البول عند الذكور، لذلك يمكن أن يسهل السماح للبكتيريا بالدخول إلى المثانة.

تمر بعض النساء بفترات في حياتهن لا يعانين فيها من عدوى المسالك البولية لسنوات، ولكن بعد ذلك قد تبدأ العدوى المتكررة، والتي تحدث لحوالي ربع النساء.

تشمل الأوقات الشائعة للعدوى المتكررة أثناء وبعد انقطاع الطمث، وكذلك عندما تصبح المرأة نشطة جنسيًا.

وتابعت سكوت: "يجب أن أقول بالنسبة لغالبية النساء عندما نقوم بتقييمهن، لا نجد مشكلات تشريحية أو فسيولوجية معينة يمكننا معالجتها، والتي أعتقد أنها أكثر إحباطًا لكثير من النساء، ولا يمكننا تحديد مشكلة يمكننا في الواقع إصلاحها لهن".

على الرغم من أن المضادات الحيوية غالبًا ما تكون الخيار العلاجي الأكثر فاعلية ، فقد أظهرت بعض الدراسات أنه يمكن التخلص من حوالي 40 في المائة من نوبات التهاب المسالك البولية باستخدام الإيبوبروفين فقط لعلاج الأعراض، على حد قول سكوت.

وهناك مجموعة متنوعة من العلاجات البديلة، مثل مكملات التوت البري، وأدوية مطهرة معينة، والبروبيوتيك، وفيتامين سي، ولكن النتائج مختلطة في كل هذه الخيارات.

قال الدكتور وارن برومبيرج، طبيب المسالك البولية في مستشفى نورثرن ويستشستر في ماونت كيسكو بنيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة، إن بعض العلاجات الهرمونية الموضعية يمكن أن تكون مفيدة للنساء في سن اليأس.

أضاف برومبيرج، إن أفضل وسيلة وقائية هي الترطيب، إذ يمكن أن يقلل الحد من الإمساك والإسهال من المخاطر أيضًا.

وأوضح أن أحد الحلول للحصول على تشخيص أسرع، هو تحليل البول الذي يمكن إجراؤه بسرعة من خلال مزرعة البول التي تستغرق من ثلاثة إلى خمسة أيام.

قال برومبيرج إن أفضل حل لالتهابات المسالك البولية المتكررة والإحباط هو أن يجلس الطبيب مع المريض ويفكر في احتياجاته الخاصة ويضع خطة فردية مريحة للمريض.