أخبار

ترعيد القرآن.. تعرف على معناه وحكم الشرع له

"والله يريد أن يتوب عليكم".. كيف إذن لا يقبل توبتك؟ (الشعراوي)

ابن أختي بلغ حديثًا ويبحث عن "العادة السرية" على الإنترنت.. كيف أتصرف؟

تصرفات تفقدك الخشوع في الصلاة

زوجي يمنعني من العمل ويتطاول بالضرب..كيف أتصرف؟

ما حكم التصرف في مال الأم المصابة بالزهايمر؟

دراسة: شرب الشاي والقهوة مفيد لمرضى الروماتيزم

انتبه.. 4 أطعمة "صحية" تحرمك من فقدان الوزن

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

"الحرب خدعة".. ملك يحلق رأسه ويهزم جيشا بمفرده

بقلم | عامر عبدالحميد | الجمعة 27 اكتوبر 2023 - 10:27 م

من أخلاق الملوك المكايدة في حروبها، ولذلك كان يقال: ينبغي للملك السعيد أن يجعل المحاربة آخر حيله، فإن النفقة في كل شيء إنما هي من الأموال.. والنفقة في الحروب إنما هي من الأنفس.
 فإن كان للحيل محمود عاقبةٍ، فذلك بسعادة الملك، إذا ربح ماله، وحقن دماء جيوشه..وإن أعيت الحيل والمكايد، كانت المحاربة من وراء ذلك.
ف وقد قيل: أسعد الملوك من غلب عدوه بالحيلة والمكر والخديعة.
وليس لأحدٍ من الخدع ما لملوك الأعاجم. والأخبار في ذلك عنهم كثيرة.

أعجب الحكايات:


فمن ذلك ما يذكر عن بهرام جور أنه لما ملك بعد أبيه يزدجرد، بلغه أن ناحية من نواحي أطرافه قد أخذت، وغلب عليها العدو.
 فاستخفّ بها وأظهر الاستهانة به، حتى قوي أمر ذلك العدو واشتدت شوكته.
 فكان إذا أخبر بحاله، استخفّ بأمره، وصغر من شأنه، حتى قيل إنه قد زحف إليك، ووجه جيوشه إلى قرار دارك.
 فقال: دعوه فليس أمره بشيء، فلما رأى وزراؤه تهاونه وتراخيه عن أمر عدوه، واستهانته به، اجتمعوا إليه، فقالوا: إن تراخي الملك عن عدوه ليس من سياسة الملك، ولا تدبير المملكة، وقد قرب هذا العدو من قرار دار الملك، وأمره كل يوم في علو.
فقال بهرام: دعوه، فأنا أعلم بضعفه وصغر شأنه منكم.
وأقبل على اللهو واللعب، وترك ما يجب عليه من الصمد لعدوه والقصد له.


بداية الخدعة:


فلما دنا عدوه منه، وأشرف عليه، وخاف الوزراء ورؤساء أهل المملكة اجتياحه، اجتمعوا فتآمروا بينهم على توبيخ الملك وتعنيفه وإعلامه ما قد أشرفوا عليه من البوار والهلكة.
وبلغه الخبر، فأمر مائتي جاريةٍ من جواريه، فلبسن الثياب المصبغة المختلفة الألوان، ووضعن على رؤوسهن أكاليل الريحان..
وفعل بهرام كما فعلن، فلبس من ثيابهن المصبوغة، وركب قصبةً، وأذن للوزراء فدخلوا عليه.
فلما رآهم، صاح بالجواري، فمررن يخطرن، وبهرام خلفهن يغني، وهن يغنين معه، ويصحن ويلعبن.
فلما رأى ذلك وزراؤه، يئسوا منه واجتمعوا على خلعه.

الملك وجاريته:


وبلغه الخبر، فدعا جاريةً من خاص جواريه، وقال: لك الويل إن علم أحد من أهل المملكة ما أريد أن أفعل! ثم أمرها أن تحلق رأسه فحلقته.
 ودعا بمدرعة صوفٍ فتدرعها، وخرج في جوف الليل ومعه قوسه ونشابه.
وتقدم إلى الجارية أن تخفي أمره، وتظهر أنه عليل إلى رجوعه إليها.
ومضى وحده، حتى انتهى إلى طلائع العدو، فكمن في مغارٍ على ظهر الطريق.
 فجعل لا يمر به طائر في السماء، ولا وحش في البر، إلا وضع سهمه منه حيث أحب.
وجعل يجمع كل ما صاد من ذلك، فجمعه بين يديه حتى صار كالشيء العظيم.

نجاح الخطة:


قال: فمر به صاحب طليعة العدو، فنظر إلى أمره فبهت له. فأخذه وقال: ويلك! ما أنت، ومن أنت، ومن أين أنت؟
 قال: إن أعطيتني الأمان، أخبرتك! قال: فلك الأمان! قال: أنا غلام سائس، وإن مولاي غضب علي - وكان لي محسناً - فأوجعني ضرباً، ونزع ثيابي، وحلق رأسي، وألبسني هذه المدرعة، وأجاعني.
 وإني طلبت غفلته، فخرجت أطلب شيئاً أصيده فآكله. فما أعجبني كثرة ما صدت، اردت أن أرمي بكل ما معي من هذه السهام، ثم أنصرف، فأخذه، فحمله إلى الملك، فأخبره بقصته.
 فقال له الملك: ارم بين يدي، فرمى بين يديه، فكان لا يضع سهمه في طائرٍ ولا غيره إلا أصابه حيث أراد، فبهت الملك، وطال تعجبه. فقال: ويلك، في هذه المملكة من يرمي رمايتك؟
فضحك بهرام، وقال: أيها الملك أنا أخسهم رمايةً، وأحقرهم قدراً. وعندي جنس آخر من الثقافة.
قال: وما هو؟ قال: ادع لي بإبرٍ.
فدعا له بها. فأخذ إبرةً، فرمى بها على عشرة أذرعٍ، ثم أتبعها بأخرى فشكلها، ثم اتبعها بأخرى فشكلها كذلك، حتى جعلها سلسلةً قد تعلق بعضها ببعض.
فبهت الملك، وملي قلبه رعباً، فقال له: ويلك ملككم هذا جاهل! أما يعلم أني قد قربت من قرار داره.
 فضحك بهرام، وقال: إن أعطاني الملك الأمان نصحته. قال: قد أعطيتك الأمان.
قال: إن ملكنا إنما تركك استهانةً بأمرك، وتصغيراً لشأنك، وعلماً بأنك لا تخرج من قبضته.
وذلك أني أخس من في دار مملكته، وأخملهم ذكراً، فإذا كنت، وأنا بهذه الحال، أقتل بألفٍ سهمٍ ألف رجلٍ، فما ظنك بالملك، وله مائة ألف عبدٍ في قرار داره، أصغرهم شأناً أكبر مني؟

هزيمة الملك:


فقال له الملك: صدقني فيما قلت ولقد خبرت عن بهرام من تصغيره لشأني، واستخفافه بأمري ما طابق خبرك.
وما تركني أبلغ هذا الموضع من ملكه إلا لما ذكرت؟ فأمر عظيم جيشه أن يرتحل من ساعته؛ ونادى في الناس بالرحيل.
 ثم خرج لا يلوي على شيء، وأطلق بهرام. فانصرف بعد ثالثةٍ، حتى دخل داره ليلاً؛ فلما أصبح،
قعد للناس، ودخل عليه الوزراء والعظماء، فقال: ما عندكم من خبر عدونا هذا؟ فأخبروه بانصرافه عنهم. فقال: قد كنت أقول لكم إنه صغير الشأن، ضعيف الحيلة.


الكلمات المفتاحية

ملك يحلق رأسه ويهزم جيشا بمفرده بهرام جور الحرب خدعة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من أخلاق الملوك المكايدة في حروبها، ولذلك كان يقال: ينبغي للملك السعيد أن يجعل المحاربة آخر حيله، فإن النفقة في كل شيء إنما هي من الأموال.. والنفقة في