توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول الكثير من الأسماك الدهنية والتخلص من الدهون المتعددة غير المشبعة قد يقلل من يخفف من شدة الصداع النصفي.

ووجد الباحثون أن أحماض أوميجا 3 الدهنية في الأسماك مثل التونة والسلمون والسمك الأزرق والماكريل قد تساعد في التخفيف من الصداع النصفي، مع التخلص من أحماض أوميجا 6 الدهنية المتوافرة في الزيوت النباتية.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور كريستوفر رامسدن، الباحث الإكلينيكي في المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، "إنه دليل معتدل على أن التغييرات في النظام الغذائي يمكن أن تقلل من الصداع، ولكن بالنسبة لي، بدأنا للتو في فهم دور النظام الغذائي والألم، ومن المحتمل أن نحتاج إلى النظر في حالات الألم المزمن الأخرى، والعناصر الغذائية الأخرى وما إلى ذلك".


مع ذلك، لا يعتقد رامسدن أن تغيير النظام الغذائي هو حل سحري لإنهاء الصداع النصفي أو الآلام المزمنة الأخرى.

وأضاف: "لا أعتقد أن هذا هو كل شيء على الإطلاق، لكنني أعتقد أنه قد ينتهي به الأمر ليكون أداة واحدة يمكن دمجها مع الأدوية والعلاجات الأخرى لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن".

وأبدى الدكتور نوح روزين، مدير مركز "نورثويل هيلث" للصداع في "جريت نيك" بنيويورك، تفاؤله إزاء النتائج، قائلاً بعد مراجعة النتائج "من المشجع أن نرى المزيد من الأدلة المستندة إلى تأثير النظام الغذائي على الصداع النصفي".

وكانت دراسات أخرى خلصت إلى أن الوجبات الغذائية الغنية بالأوميجا 3 قد تكون مفيدة لمتلازمات الألم.

وأظهرت الأبحاث أن تضمين أوميجا 3 في النظام الغذائي للفرد بدلاً من تناول المكملات الغذائية، أمر مهم، وفق معد الدراسة، الذي قال إنها تدعم النهج الأكثر طبيعية.

وأضاف روزين: "سيكون من الجيد معرفة ما إذا كان يمكن استمرار ذلك، وما إذا كان فقدان الوزن يلعب دورًا، وإذا كان هناك بعض الأشخاص الذين قد يكون لديهم استجابات أقوى لتعديل النظام الغذائي".

وجمع الباحثون خلال الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، بيانات عن 182 شخصًا يعانون من الصداع النصفي المتكرر.

وفي بحث سابق، وجد الباحثون أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من حمض اللينوليك - أحماض أوميجا 6 الدهنية - من زيت الذرة والزيوت النباتية الأخرى تزيد من الالتهاب، بعكس الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كمية أقل من حمض اللينوليك التي تقلل الالتهاب.

وقال رامسدن: "النظام الغذائي يمكن أن يغير تكوين الجهاز العصبي والجهاز المناعي".

وتم توزيع المشاركين عشوائيًا على واحدة من ثلاث خطط نظام غذائي. وتضمنت جميع الوجبات الأسماك والخضار والحمص والسلاطة.

وعلى مدار أكثر من 16 أسبوعًا، تناولت مجموعة واحدة وجبات تحتوي على مستويات عالية من الأسماك الدهنية أو زيوتها مع خفض حمض اللينوليك.

في حين تناولت المجموعة الثانية، وجبات تحتوي على مستويات عالية من الأسماك الدهنية وحمض اللينوليك العالي.

وحصلت المجموعة الثالثة على وجبات غنية بحمض اللينوليك ومستويات أقل من الأسماك الدهنية.

في البداية، كان معدل الإصابة الشهرية بالصداع للمشاركين أكثر من 16 يومًا، مع أكثر من خمس ساعات من آلام الصداع النصفي في كل يوم صداع.

وعلى الرغم من استخدام أدوية الصداع، كان لهذا الصداع النصفي تأثير شديد على نوعية حياتهم.

النتيجة: أدى اتباع نظام غذائي أقل في الزيت النباتي وأعلى في الأسماك الدهنية إلى انخفاض تراوح بين 30 في المائة إلى 40 في المائة في إجمالي ساعات الصداع كل يوم، وساعات الصداع الشديد يوميًا، وأيام الصداع الشهرية، مقارنة بنظام غذائي يحتوي على دهون أقل سمكة.

وأشار الباحثون إلى أن المشاركين الذين تناولوا نظامًا غذائيًا منخفضًا في الزيت النباتي وأعلى من الأسماك الدهنية كان لديهم أيضًا مستويات منخفضة من الدهون المرتبطة بالألم في الدم.

وعلى الرغم من صداع أقل وألم أقل، أبلغ هؤلاء المشاركون عن تحسن طفيف فقط في نوعية الحياة.

غير أن رامسدن لا يعتقد أن مكملات أوميجا 3 ستوفر نفس الفوائد، حيث يشتبه في أن أوميجا 3 والعناصر الغذائية الأخرى في الأسماك قد تعمل جنبًا إلى جنب لتقليل الألم.

الدكتور فينسينت مارتن، رئيس مؤسسة الصداع الوطنية وأستاذ في كلية الطب بجامعة سينسيناتي في أوهايو أوصى بالفعل بتغيير النظام الغذائي لمرضى الصداع النصفي.

وقال: "هناك أنظمة غذائية أخرى نستخدمها. أعتقد أن الناس في بعض الأحيان سوف يتبعون حمية كيتو، وأحيانًا يتبعون نظامًا غذائيًا قليل الدسم أو نظامًا غذائيًا منخفض المؤشر الجلايسيمي. لذلك هناك مجموعة متنوعة من الأنظمة الغذائية المختلفة التي نوصي بها".

وأضاف إن المشكلة تكمن في صعوبة الالتزام بهذه الحميات. وإذا كنت لا تحب السمك، فمن المستحيل تقريبًا الالتزام بالنظام الغذائي الذي تم اختباره في هذه الدراسة.

وتابع: "هذا المثال يوضح نوعًا واحدًا من النظام الغذائي قد يفيد الأشخاص الذين يحبون الأسماك على وجه الخصوص؛ وإلا فسيكون هذا نظامًا غذائيًا صعبًا يجب اتباعه".

مثل رامسدن، فإن مارتن ليس من محبي المكملات الغذائية. وقال إن مكملات أوميجا 3، على سبيل المثال، لا تخفض أحماض أوميجا 6 الدهنية، وهو مفتاح لتقليل وتيرة الصداع وآلامه.

وأضاف: "النظام الغذائي الصحي للصداع النصفي هو النظام الذي تتناول فيه الأطعمة الطبيعية. لا تأكل الأطعمة التي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة، لذا فإن أي شيء في صندوق، أو في كيس أو علبة يمكن أن يحتوي عادة على مواد حافظة ، و / أو محسنات النكهة التي يمكن أن تسبب الصداع." كما ينصح المرضى بالتوقف عن تناول السكر.