توصلت دراسة حديثة إلى أن دواءً مصممًا لتحفيز نشاط الدماغ قد يساعد في أحلام اليقظة المفرطة والخمول واسترجاع الذاكرة الضعيفة والتركيز على مشاكل البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة الطب النفسي السريري أن المنشط "ليسديكسامفيتامين" الذي يباع تحت اسم العلامة التجارية "فيفانس"، قلل من هذه الأعراض، المعروفة مجتمعة باسم الإيقاع المعرفي البطيء، بنسبة 30 في المائة.
بالإضافة إلى ذلك، عانى الذين تلقوا الدواء من "نوبات أقل من التسويف"، فضلاً عن تعزيز القدرة على "وضع الأمور في الاعتبار" و "تعزيز مهارات تحديد الأولويات" أثناء رؤية أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تتحسن بنسبة 40 في المائة، وفقًا لوكالة "يو بي آي".
وقال باحثون إن ربع التحسن الإجمالي في الوتيرة المعرفية البطيئة، مثل الشعور بالملل وصعوبة البقاء في حالة تأهب وعلامات الارتباك، كان بسبب التحسن في أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
قال الدكتور لينارد أدلر، مؤلف مشارك في الدراسة، في بيان صحفي: "تقدم دراستنا دليلًا إضافيًا على أن الإيقاع المعرفي البطيء قد يكون مختلفًا عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وأن المنشط ليسديكسامفيتامين يعالج كلا الحالتين عند البالغين، وعندما يحدثان معًا".
اظهار أخبار متعلقة
الأعراض الشائعة لدى مرضى اضطراب فرط الحركة
ومن المحتمل أن يكون الإيقاع المعرفي البطيء مجموعة فرعية من الأعراض الشائعة لدى بعض المرضى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات نفسية أخرى ، كما قال أدلر من مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك.
ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان الإيقاع المعرفي البطيء هو حالة نفسية مميزة أو ما إذا كانت المنشطات مثل "ليسديكسامفيتامين" تساعد في حلها في المرضى الذين لا يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
سعى بعض المتخصصين إلى تصنيف الإيقاع المعرفي البطيء على أنه متميز، لكن النقاد يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لحل المشكلة، وفقًا لأدلر، الذي يعالج البالغين والأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وخلال الدراسة، التي مولتها شركة الدواء "تاكيدا فارماسيوتيكال"، تلقى 76 مشاركًا متطوعًا جرعات يومية إما من "ليسديكسامفيتامين" أو حبوب السكر الوهمي لمدة شهر واحد.
قام الباحثون بتتبع الصحة النفسية للمشاركين على أساس أسبوعي من خلال اختبارات موحدة لعلامات وأعراض تباطؤ الإيقاع المعرفي واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، بالإضافة إلى مقاييس أخرى لوظيفة الدماغ.
ثم قام المشاركون في الدراسة بتبديل الأدوار. بدأ النصف الذين تناولوا الدواء الوهمي في تناول جرعات يومية من "ليسديكسامفيتامين"، بينما تحول النصف الآخر إلى حبوب السكر، وفقًا للباحثين.
تحسن أعراض الوتيرة المعرفية البطيئة
أثناء العلاج باستخدام "ليسديكسامفيتامين"، أفاد المشاركون أن أعراض الوتيرة المعرفية البطيئة قد تحسنت بنسبة 30 في المائة.
وقال الباحثون في نفس الوقت إنهم أشاروا إلى أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم تحسنت بأكثر من 40 في المائة.
وأضافوا إن هذا يشير إلى أن الانخفاض في الحوادث المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الأرق الجسدي، والتصرف باندفاع ولحظات عدم الانتباه مرتبطة ببعض، وليس كل، التحسينات في الوتيرة المعرفية البطيئة.
وقال أدلر: "تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تقييم أعراض الوتيرة المعرفية البطيئة ووظيفة الدماغ التنفيذية لدى المرضى عندما يتم تشخيصهم في البداية بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".