طول العلماء جهازًا مؤقتًا لتنظيم ضربات القلب قابلاً للتحلل وللذوبان عندما لا يكون هناك حاجة إلى استخدامه.

ويزود الجهاز خفيف الوزن، الذي طُوّره باحثون من جامعتي نورث وسترن وجورج واشنطن بالطاقة لاسلكيًا من هوائي بعيد، وهو مصنوع من مواد متوافقة بيولوجيا تُمتص بشكل طبيعي في الجسم على مدار خمسة إلى سبعة أسابيع.

واقتصرت التجارب على الحيوانات وأنسجة القلب البشرية داخل المختبر، لكن الخبراء قالوا إن النتائج الأولية "مثيرة" ويمكن أن تغير في النهاية رعاية المرضى الذين يحتاجون إلى جهاز تنظيم ضربات القلب لأيام أو أسابيع فقط.

وأجهزة تنظيم ضربات القلب عبارة عن أجهزة يتم زرعها للمساعدة في التحكم في بعض نظم القلب غير الطبيعية، عن طريق إرسال نبضات كهربائية إلى عضلة القلب.

وفي الوقت الحالي، يجب خياطة أجهزة تنظيم ضربات القلب المؤقتة على عضلة القلب أثناء جراحة القلب المفتوح، ثم إزالتها بعملية أخرى. وما يثير القلق أن هذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تشمل العدوى وتلف الأنسجة والجلطات الدموية.

قال جون روجرز، الأستاذ في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، الذي قاد الدراسة، إنه بينما تعمل أجهزة تنظيم ضربات القلب بشكل جيد، فإن الخيوط تحمل خطر الانزلاق أو التسبب في العدوى.

في حين أن الجهاز الرفيع والمرن لا يحتوي على أسلاك أو بطارية، وتتحلل مواده بيولوجيًا على مدار بضعة أسابيع، وفق قوله.

وأضاف روجرز إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون مناسبة تمامًا للمرضى الذين يحتاجون إلى جهاز تنظيم ضربات القلب المؤقت.

اظهار أخبار متعلقة

الجهاز يذوب في سوائل الجسم

وافقته الرأي الدكتورة راشيل لامبيرت، عضوة قسم الفيزيولوجيا الكهربية في الكلية الأمريكية لأمراض القلب ومجلس القيادة، قائلة: "هذه دراسة مثيرة لإثبات صحة المفهوم".

وأضافت: "نود أن يكون لدينا جهاز تنظيم ضربات القلب مؤقت قابل للامتصاص"، مشيرة إلى قدرة الجهاز على الذوبان في سوائل الجسم.

إذا كان هذا الاحتمال يبدو مقلقًا، قال روجرز إن مكونات جهاز تنظيم ضربات القلب تشمل المواد المستخدمة بالفعل في الغرز، بالإضافة إلى "كميات ضئيلة" من المواد الموجودة في الجسم، مثل الحديد والمغنيسيوم والسيليكون.

والجهاز، الذي يقل وزنه عن نصف جرام، يحتوي على طبقة تغليف تحتوي على أقطاب كهربائية؛ يتعرض قاع كل قطب كهربائي ويلتصق بسطح القلب.

وأوضح روجرز أنه يتصل لاسلكيًا بهوائي خارجي، باستخدام نفس التقنية التي تسمح للهواتف الذكية بإجراء مدفوعات بدون تلامس.

وتم اختبار جهاز تنظيم ضربات القلب في عدة نماذج حيوانية، كما ذكرت وكالة "يو بي آي" نقلاً عن التقرير الذي نُشر الاثنين في مجلة (Nature Biotechnology).

غير أنه قبل إجراء الاختبارات البشرية، قال روجرز إن الباحثين يريدون معرفة المزيد حول ما يحدث للمواد القابلة للتحلل الحيوي أثناء ذوبانها، هل من الممكن، على سبيل المثال، أن توضع قطعة صغيرة في وعاء دموي؟

وأضاف أن عملية الذوبان "لا تحدث بطريقة موحدة. إنها ستولد شظايا صغيرة. نحتاج إلى معرفة أين تذهب هذه الأجزاء قبل أن تمتص تمامًا".

طريقة عمل الجهاز

وأوضح روجرز أن المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية في الصدر ويحتاجون إلى تنظيم مؤقت أثناء إقامتهم في المستشفى يجب وضع الجهاز في أجسامهم عن طريق الجراحة المفتوحة، ومن ثم تفعيله والتحكم فيه من قبل أخصائي الرعاية الصحية عبر الهوائي البعيد.

وأشارت لامبيرت إلى أن هناك بالفعل جهازًا لاسلكيًا لتنظيم ضربات القلب يمكن للأطباء زرعه عبر القسطرة - وهو أنبوب رفيع يتم إدخاله في الوريد للوصول إلى القلب دون جراحة مفتوحة.

وقالت إنه إذا أمكن زرع هذا الجهاز المؤقت بهذه الطريقة، فقد يفتح ذلك المجال أمام المزيد من الاستخدامات، على سبيل المثال عندما يحتاج المرضى إلى سرعة مؤقتة بعد أزمة قلبية أو إجراء يعتمد على القسطرة.

وقال روجرز إن فريقه يعمل على هذا الاحتمال. وأضاف أن الباحثين يريدون أيضًا تطوير التكنولوجيا القابلة للتحلل لاستخدامات طبية أخرى. من الأمثلة على ذلك المرضى الذين يحتاجون مؤقتًا إلى محفز للأعصاب الطرفية، ما يساعد في تخفيف الألم بعد الجراحة أو الإصابة.

بالنسبة للتكاليف المحتملة، يمكن للجهاز المؤقت أن يوفر المال، وفقًا لروجرز، لأنه يتجاوز الحاجة إلى الاستخراج الجراحي.