توصلت دراسة حديثة إلى أن لقاحي "بيونتك-فايزر"، و"مودرنا" يوفران حماية ضد فيروس كورونا المستجد قد تستمر لسنوات.
وأظهرت النتائج أن كلا اللقاحين المكونين من جرعتين ينتجان أجسامًا مضادة - خلايا يصنعها الجهاز المناعي لمحاربة الفيروسات - تتعرف على فيروس كورونا وتظل نشطة لمدة 15 أسبوعًا على الأقل.
بعد الإصابة أو التطعيم، تتشكل المراكز الجرثومية في العقد الليمفاوية وتخلق خلايا الذاكرة B التي تحفز جهاز المناعة على التعرف على الفيروسات على المدى الطويل.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن معظم الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات قد لا يحتاجون إلى معززات، بشرط ألا يطرأ تغير على الفيروس بشكل كبير، حيث توفر اللقاحات حماية طويلة الأجل.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة علي اللبيدي، أستاذ مساعد في علم الأمراض وعلم المناعة بجامعة واشنطن في بيان صحفي: "وجدنا أن المراكز الجرثومية لا تزال قوية بعد 15 أسبوعًا من الجرعة الأولى للقاح".
وأضاف إن الاستجابة المناعية للجسم تتشكل في المراكز الجرثومية، وكلما طالت مدة استمرارها، "ستكون مناعتنا أقوى وأكثر ديمومة"، موضحًا أن "المراكز الجرثومية هي المفتاح لاستجابة مناعية وقائية ومستمرة".
وأشار إلى أن المرضى الذين تعافوا من كوفيد – 19 قبل التطعيم قد لا يحتاجون إلى معززات، حتى لو خضع الفيروس لتغييرات ملحوظة، في حين أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يحتاجون إلى معززات.
اقرأ أيضا:
لمن يعانون الأرق.. نصيحة "غير عادية" للنوم خلال دقائقوالأشخاص الذين يتعافون من كوفيد – 19، تظل خلايا الذاكرة B لديهم في نخاع العظام لمدة ثمانية أشهر على الأقل بعد الإصابة، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي" نقلاً عن نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر" يوم الاثنين.
قال الباحثون إن النتائج السابقة أشارت إلى أن المناعة قد تستمر لسنوات لدى الأشخاص المصابين بالفيروس وتم تطعيمهم لاحقًا، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التطعيم وحده سيكون له تأثير مماثل.
في الدراسة الجديدة، كان لا يزال لدى جميع المشاركين الـ 14 مراكز جرثومية نشطة ضد فيروس كورونا بعد 15 أسبوعًا من تلقي جرعتهم الأولى من اللقاحات.
بالإضافة إلى ذلك، لم تنخفض مستويات خلايا الذاكرة B لدى المشاركين في ذلك الوقت، على الرغم من حقيقة أن المراكز الجرثومية تبلغ ذروتها عادةً بعد أسبوع إلى أسبوعين من التطعيم، قبل أن تنخفض.
لم تُقيِّم الدراسة الاستجابة المناعية التي يقدمها لقاح "جونسون آند جونسون"، وفقًا لما ذكره اللبيدي.
ومع ذلك، نظرًا لأنه نوع مختلف من اللقاح، فمن المتوقع أن تكون الاستجابة المناعية أقل ديمومة من تلك التي ينتجها لقاحا "بيونتك- فايزر"، و"مودرنا"، على حد قوله.
قال اللبيدي: "ما زلنا نراقب المراكز الجرثومية، وهي لا تتراجع - في بعض الناس، ما زالت مستمرة، (وهو) رائع حقًا". وأضاف: "هناك عملية اختيار شرسة تحدث هناك، ولا تنجو إلا أفضل الخلايا المناعية".