حذرت دراسة حديثة من أن اتباع روتين غدائي ثابت يتكون من برجر الجبن والبطاطس المقلية قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة، بعكس ما إذا كان طبق العشاء يحتوي على الخضروات.

ووجد الباحثون أن البالغين الأمريكيين الذين فضلوا وجبة غداء "غربية" - غنية بالجبن واللحوم المصنعة والحبوب المكررة والدهون والسكر - كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب.

وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين لديهم ميل إلى تناول رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة "النشوية" الأخرى بين الوجبات.

على الطرف الآخر، كان الأشخاص الذي تناولوا الكثير من الخضار - على وجه التحديد في وقت العشاء، أو ما يقرب من الثلث أقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، مقابل الأشخاص الذين نادرًا ما تحتوي أطباقهم على الخضار.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين تناولوا معظم الخضروات في الغداء لم يتمتعوا بمثل هذه الفائدة.

قال مؤلف الدراسة وي وي وزملاؤه من جامعة هاربين الطبية في الصين، إن النتائج تشير إلى الأهمية المحتملة للتوقيت في اختيارات الطعام. مع ذلك، شدد خبراء آخرون على أن جودة النظام الغذائي الشاملة هي الأهم.

قال لوري رايت، أستاذ مساعد في التغذية وعلم التغذية في جامعة شمال فلوريدا: "هذه إحدى نتائج هذه الدراسة. لا يزال يعود إلى جودة النظام الغذائي".

وأضاف رايت، المتحدث باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، إن "حقيقة أن وجبات الغداء غير الصحية، على وجه التحديد، كانت مرتبطة بآثار سيئة لا تعني أن هذه الأطعمة جيدة في العشاء".

وأشار إلى أن ما يسمى بوجبات الغداء الغربية يمكن أن يكون علامة على أشياء أخرى كثيرة، مثل روتين يومي مزدحم ومرهق يتضمن الكثير من تناول الطعام بسرعة.

وبالمثل، قال رايت: "يمكن أن تشير وجبات العشاء المليئة بالخضروات إلى أشياء أخرى عن الأشخاص: قد يكون لديهم المزيد من الوقت لتخطيط الوجبات، على سبيل المثال".

وأضاف رايت أنه "لا يوجد سبب لأن عادة تناول وجبة غذاء غنية بالخضروات لن تكون صحية".

اظهار أخبار متعلقة

توقيت أنواع معينة من الوجبات

وتثير النتائج "بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام" حول توقيت أنواع معينة من الوجبات والوجبات الخفيفة، وفقًا للدكتورة آن ثورندايك، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد ببوسطن.

على سبيل المثال، قالت: "من الممكن أن يكون تناول وجبة غنية بالخضار أكثر فائدة في المساء منه في منتصف النهار. أو ربما يميل الناس إلى تناول خضروات "أكثر تنوعًا وغنية بالمغذيات" على العشاء"، على حد قول ثورندايك.

لكن هذه أسئلة بحثية، وفقًا لثورندايك، التي ترأس أيضًا لجنة التغذية بجمعية القلب الأمريكية. وشددت على أن هذه الدراسة "لا يُقصد بها أن تكون دليلًا للأكل الصحي"، وإن وافقت على أن الناس يجب أن يركزوا على جودة النظام الغذائي بشكل عام.

قالت ثورندايك: "إن تناول حصتين إلى ثلاث حصص من الخضار في أي وقت من اليوم - بالإضافة إلى حصتين إلى ثلاث حصص من الفاكهة - يظل هو الأولوية".

نتائج الدراسة 

ووفقًا لوكالة "يو بي آي"، استندت النتائج، التي نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، إلى 21500 بالغ أمريكي شاركوا في دراسة أجريت بين عامي 2003 و2014.

بشكل عام، كان الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الأطعمة النباتية أقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، في حين أن أولئك الذين يفضلون اللحوم والجبن والأطعمة المصنعة كانوا أكثر عرضة لخطر الموت.

لكن يبدو أن التوقيت مهم: كان ربع الأشخاص الذين تناولوا معظم وجبات الغداء الغربية أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 44 في المائة، مقابل ربع الأشخاص الذين تناولوا وجبات غداء غربية أقل.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الفاكهة على الغداء كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة الثلث مقارنة بمن تناولوا الفاكهة في وجبة منتصف النهار.

في غضون ذلك، كان الربع الذي احتل المرتبة الأولى في نمط عشاء "الخضار" أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 23 في المائة، و31 في المائة أقل عرضة للوفاة لأي سبب. وكان هؤلاء يأكلون مجموعة من الخضار، والفاصوليا.

عادة سيئة

كانت هناك عادة واحدة بدت سيئة في أي وقت من اليوم: تناول الوجبات الخفيفة النشوية مثل رقائق البطاطس والمعجنات. الأشخاص الذين توقفوا عن تناول هذه الأطعمة بعد أي وجبة كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب أو لأسباب أخرى بنسبة تزيد عن 50 في المائة، مقابل أولئك الذين تناولوا أقل عدد من الوجبات الخفيفة النشوية.

قالت ثورندايك إن تقليص هذه الأطعمة على مدار اليوم أمر حكيم. وأشارت إلى أنه في حين أن تناول الوجبات الخفيفة في الليل يحظى بسمعة سيئة، فلا يوجد خطأ بطبيعته في هذا التوقيت، إنه مجرد أن الناس غالبًا ما يذهبون لتناول الحلوى النشوية أو الحلوة.

ووافق رايت. وقال: "الناس الذين يتناولون وجبات خفيفة في الليل لا يختارون الكرفس عادة".