وقعت مؤخرًا بعض المشاكل بيني وبين أبي، فكانت النتيجة أن قاطعته، إلا أني أسأل عنه من خلال والدتي، فهل هذا يجوز؟
الجواب:
السؤال يعكس الحال الذي وصلنا إليه الآن، حتى بتنا لا نقدر أهمية ولا مكانة ولا قيمة الآباء للأسف.. ألم تعلم عزيزي السائل أن رضا الله بالأساس من رضا الوالد، فماذا لو لم يكن والدك راضً عنك؟.. كيف تتيقن من رضا الله عنك؟.. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد».. لذلك عليك أن تعيد التفكير في الأمر جيدًا، لأنك في موقف حرج جدًا، يحتاج منك لبصيرة وتعقل من أن أباك لن يعوض، فماذا لو توفاه الله وهو غير راضً عنك؟!.
حقوق الوالدين
في سنوات حياتنا الأولى، كانت من أولى الأشياء التي تعلمناها هي تقدير الوالدين، وحقهما من البر والإحسان عظيم، وقد تواترت أدلة الشرع في بيان ذلك، ويكفي أن الله عز وجل قرن حقه سبحانه بحق الوالدين، فقال في كتابه الكريم: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» (الإسراء:23)، وحتى لو كان الأب مخطئًا فإن الرجوع إليه أمر واجب، إذ لا يمكن أبدًا أن تنتظر وأنت الابن أن يأتي إليك أباك ويعتذر منك، مهما كان الأمر، وحتى لو كان هو المخطئ، بل كل ما عليك هو الدعاء لهما بالرحمة، قال تعالى: «وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» ( الإسراء 24).
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟هل تحب أن تكون ابنًا عاقًا؟
يا من تقاطع أباك، هل تود أن تكون ابنًا عاق؟.. إن لم تكن تود ذلك فعليك بمراجعة نفسك، لأن الأمر يستحق، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ ، فقلت: من هذا؟ .. قالوا: هذا حارثة بن النعمان. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كذاك البر، كذاك البر ، وكان أبر الناس بأمه».