أحيانًا من كثرة الضغوط من أحدهم، مع الوقت تستبعدهم من حياتك، وصلت لمرحلة أنك أصبحت غير قادر أن تعرفهم مجددًا، ليست الفكرة أن تسامح أو لا، أو أن قلبك مازال يحمل الكثير من منهم، نتيجة قسوتهم تجاهك، وليست فكرة أنك أصبحت غير قادر حتى أن تراهم مرة أخرى، أنت حتى لا تحب أن تسمع أي شيء عنهم، ربما ليس الأمر ليس بسبب غضبك منهم، أو وجعك من تصرفاتهم، ولا لأنها مسألة وقت وقد تنسى هذا الوجع يومًا.. ولا حتى مسالة كره أو حب.. القصة أو الفكرة أو الحقيقة التي تشعر بها أنهم لم يعودوا موجودين بحياتك.. غرباء.. لكنهم ليسوا كالغرباء، لأنه قد تتعرف يومًا على غريب ما وتصاحبه فيصبح قريبًا.. هم ترحلوا في مكان بعيد جدًا .. هو داخلك .. لكن مهجور، وربما أنت نفسك لا تعرفه !!
دورهم انتهى
ربما في البداية تستغرب و بعدها ستفهم أنه كان مجرد دور و انتهى .. و بالتأكيد سيتكرر !.. لكن أنت قررت أن تعتزلهم، سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، له كلمة عظيمة في ذلك، يقول فيها: «اعتزل ما يؤذيك»، وأنت حين وضعت بعضهم في هذا المكان المهجور البعيد عنك، حتى لو كانوا يعيشون حولك وتراهم كل يوم، فأنت طبقت هذه الجملة حرفيًا.. لأنك في النهاية بشر، والإنسان له حدود في التحمل، فعن وديعة الأنصاري، قال: قال الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: «لا تعترض لما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين من الأقوام، ولا أمين إلا من خشي الله, ولا تصحب الفاجر فتعلم من فجوره, ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله».
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟الخليل الصالح
بينما أنت كذلك، حاول أن تركز في اختياراتك لأصدقائك وأصحابك، وقد جاء بذلك الحديث الشريف الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري أنه سمع سيدنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، وبالتالي لابد أن يكون الصديق ذا دين وتقى، لأن مخالطة غير التقي تخل بالدين، وتنقص المروءة، بينما معرفة المؤمن لا يمكن أن يخذلك، ويحب لك ما يحب لنفسه، قال تعالى: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا».