توصلت دراسة حديثة إلى أن انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد بين الأشخاص عبر الهواء أثناء الكلام يعد "المساهم الأساسي في انتشاره السريع".

وقال الباحثون في مراجعة نشرتها مجلة الطب الباطني، إن هذا الانتشار يحدث عندما يتحدث المصابون، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لا، دون وضع كمامة على أنوفهم وفمهم، ما يسمح للقطرات التنفسية، أو كميات صغيرة من السوائل المنبعثة من الحلق والرئتين أثناء الكلام أو السعال، بالانتقال إلى الآخرين، ما يمكن أن تسبب كوفيد- 19.

ووفقًا للباحثين، فإن هذا يسلط الضوء على "الدور المزدوج للأقنعة في كل من احتواء انتشار المرض والتخفيف من حدته".

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، أدريان باكس الباحث وعالم الفيزياء الحيوية في المعهد الوطني لمرض السكري والجهاز الهضمي وأمراض الكلى بالولايات المتحدة في بيان صحفي: "لقد رأينا جميعًا بعض قطرات البصاق تتطاير عندما يتحدث الناس، ولكن هناك آلاف أخرى أصغر من أن تراها بالعين المجردة".

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف شارحًا: "عندما يتبخر الماء من مثل هذه القطرات الناتجة عن الكلام، والتي يحتمل أن تكون غنية بالفيروسات، فإنها تطفو في الهواء لدقائق، مثل الدخان، مما يعرض الآخرين للخطر".

وفي وقت مبكر من انتشار الوباء، قالت منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن الفيروس ينتشر من خلال القطيرات المحمولة جوًا، فضلاً عن الأسطح الملوثة .

وبحسب الباحثين للفيروس وطرق انتقاله، فإنه يُنظر إلى قطرات الجهاز التنفسي المنبعثة من الأنف والفم، والتي تمر عبر الهواء إلى الآخرين على أنها الدافع الأساسي للانتشار، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

لهذا السبب، حث المسؤولون على ضرورة ارتداء كمامات الوجه، والحفاظ على "التباعد الاجتماعي" بين الأشخاص للحد من انتشار كوفيد - 19.

الكلام والسعال وقطرات التنفس.. السبب الرئيس للعدوى

قال ديفيد إدواردز ، مهندس الطب الحيوي بجامعة هارفارد، الذي أجرى أبحاثًا عن انتشار كوفيد - 19 لوكالة "يو بي آي" في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "نحن في خضم نهضة اكتشاف وفهم كيفية توصيل الهباء الجوي للأمراض المعدية المحمولة جوًا".

أضاف إدواردز، الذي لم يكن من بين فريق الدراسة: "الكلام والسعال وقطرات التنفس ... من المؤكد أنها متورطة في انتقال الأمراض المنقولة بالهواء (ولكن) ليس لدينا بيانات كافية حتى الآن لنفترض أن أحدًا يسيطر على الآخر".

عندما يتحدث شخص مصاب بفيروس كورونا أو يسعل، تنبعث منه جزيئات صغيرة من الجهاز التنفسي تكون سائلة بنسبة 95 في المائة إلى 99 في المائة، وفقًا للباحثين.

وبمجرد التعرضها للهواء، يتبخر السائل الموجود في هذه القطيرات، والتي تحتوي على كميات متفاوتة من الفيروس، مما يتسبب في انتشار خلايا الفيروس وربما انتقالها إلى الآخرين.

قال الباحثون إنه حتى القطرات التي تحتوي على كميات صغيرة من الفيروس يمكن أن تغذي انتقال العدوى، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.

يمكن للأقنعة التي تحجب ما لا يقل عن 50 في المائة من الهباء الجوي، بما في ذلك العديد من كمامات الوجه القماشية التي أصبحت شائعة خلال جائحة كوفيد - 19، أن تساعد في الحد من عدد القطرات التي تخرج عندما يتحدث الشخص المصاب وتقلل بشكل كبير من انتشار الفيروس، وفقًا للباحثين.

وقالوا إن الكمامات الأخرى التي تحجب ما يصل إلى 95 في المائة من القطرات المنبعثة، مثل N95، والأقنعة الجراحية، أكثر فاعلية.