لا توجد طريقة من الضلال والغي إلا وعلى رأسها إبليس وجنود لإغواء بني آدم، وصدهم عن طريق الهدى والرشاد، وقد رأى جماعة من الصحابة والصالحين إبليس عليه لعنة الله في المنام، حيث كان رؤياهم من أبلغ المواعظ.
1-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رأيت إبليس اللعين في المنام منكوسا فهممت أن أقرعه بالعصا فقال لي يا أبا سعيد أما علمت أني لا أخاف من العصا ولا من الأسلحة.
قال: فقلت له يا ملعون فما الذي تخافه قال أخاف من شيئين أحدهما :استعاذة المستعيذين.
والثاني شعاع معرفة الصادقين.
فنعوذ بالله ممن لا يشفق على نفسه نعوذ بالله ممن لا يبكي على قبره نعوذ بالله ممن لا يقدم ليومه من أمسه.
2- وحكي عن الجنيد رحمه الله عليه أنه قال: رأيت إبليس في المنام عريانا يتلاعب بالناس فقلت أما تستحي من الناس فقال الملعون بالله عليك هؤلاء عندك ناس، لو كانوا من الناس ما تلاعبت بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة.
فقلت له يا ملعون ومن الناس قال ثلاثة نفر بمسجد الشيرازي كذا سمي المسجد أمرضوا كبدي وأنحلوا جسمي كلما هممت بهم أشاروا إلى الله تعالى فأكاد أن أحترق.
قال الجنيد فانتبهت وقد بقي من الليل بقية فخرجت إلى المسجد الذي ذكر الملعون فدخلته فإذا بثلاثة نفر قعود رؤوسهم في مرقعاتهم.
فقال لي أحدهم يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شيئا تقبله يا أخي اعلم أن من تعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد ثبت على الدين القويم وذلك أن الله سبحانه أخبر عن إبليس اللعين " لأقعدن لهم صراطك المستقيم"، وذلك أنه بعثه الله تعالى قاطعا طريق الدين كما أن اللصوص قطاع لطريق الدنيا على المسلمين فإبليس لعنه الله قاطع طريق العقبى ليصدكم عن الحق والهدى فإذا استعذت منه هرب منك ولم يقدر على قطع طريق الدين.
اقرأ أيضا:
خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألواوقاية الله من إبليس
قال الله سبحانه " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله " .. وقال تعالى "إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا".
1-أمر الله تعالى عباده أن يقولوا في الصلاة سبع عشرة مرة في سبع عشرة ركعة وهي عدد ركعات الفرض " اهدنا الصراط المستقيم"، فأنى يضرك كيد الشيطان الرجيم.
2- اعلم يا أخي أن البيت المعمور كان في الأرض إلى وقت طوفان نوح عليه الصلاة والسلام فحفظ من الغرق وسلم من الطوفان ورفع إلى السماء.
3- قلب المؤمن أفضل من البيت المعمور أكثر من ألف ألف مرة فهو بالحفظ أولى لأن البيت المعمور معمور بعبادة الملائكة وقلب المؤمن معمور بنظر الخالق إليه فشتان ما بينهما.
4- ذكر عن أبي سعيد أنه قال في قول الله عز وجل {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، كأنه يقول إن كان لك عليهم أن تلقيهم في معصية الله فليس لك عليهم أن تمنعهم من مغفرة الله
5- وقول آخر إن كان للشيطان سلطان في إلقاء العبد في المعصية فأولى أن يكون لمغفرة الله سلطان في تطهير العبد من الخطية وليست قوة الشيطان بأكثر قوة من مغفرة الرحمن في قلوب أهل الإيمان.