في السنة النبوية، ففيها كل ما نريده، وكل ما يحمل عنا همومنا، وكل ما ينير لنا طريقنا، وكل ما يسعدنا، وكل ما يهون علينا مصائب الدنيا، ومع ذلك، للأسف كثير من الناس لا يعلمون عنها شيئًا أو القليل منها فقط، بينما لو علم هؤلاء القليل من فضل بعضها، لتعلم الكثير منها، ولتمسك بها طوال حياته في كل كبيرة وصغيرة.
ومن هذا القليل الطيب الذي لو علم الناس فضله لما ابتعدوا عنه أبدًا، حديث نبوي عظيم، يحمل دعاءً عظيمًا، لو ردده الناس لتغير حالهم مئة درجة، فقد ثبت في السنة هذا الدّعاء صباحًا ومساءً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
فضل هذا الدعاء
أما عن فضل هذا الدعاء العظيم، فحدث ولا حرج، ومنها أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به يوميًا، فتخيل أن هذا الدعاء من أقوال الرسول، وكان يردده، فكيف بنا نحن؟.. وعظمته أن قد كان صلى الله عليه وسلم يسأل الله دائما العافية، ويوصي بسؤالها ويستعيذ من البلاء، ففي الحديث: «أسألوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية»، وما أفضل العافية في الدنيا.
وكم من أناس مرضى يعيشون يتمنون ولو لحظة واحدة يعودون فيها إلى الصحة، فعن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله؛ علمني شيئاً أسأله الله عز وجل، قال: «سل الله العافية، فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله: سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
حسنات الدنيا والآخرة
الدعاء السابق، إنما يحمل كل ما يتمناه ويريده العبد في دنياه لاشك، فهو دعاء جامع شامل، فهو طلب من الله أن يبعد عنا كل سوء ومرض، وما أكثر الأمراض هذه الأيام، لذا بات من الضروري جدًا الاهتمام بمثل هذه الأدعية، عسى الله أن ينفعنا بها ويقينا شر أي بلاء أو وباء من حولنا.
ففي صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاَ من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو الله بشيء، أو تسأله إياه، قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟» قال: فدعا الله له فشفاه.